بعد مضي 43 عاماً على ما يسمى (الثورة الإيرانية)، كشف تقرير نشرته وسائل إعلام إيرانية عن انتقادات لاذعة وجهها عدد من رجال الدين في البلاد لـ (ثورة الخميني)، معتبرين أنها (انحرفت عن مسارها وأهدافها) ومحملين أتباعها مسؤولية ما يحل بالبلاد من أزمات متتالية لا تنتهي، ساهمت بوضع أغلبية الشعب الإيراني تحت خط الفقر.
وجاء في التقرير الذي نشره موقع (إيران إنترناشيونال) أن جمعية رجال الدين المقاتلين وجمعية المعلمين والباحثين في مدرسة (قم)، التي تعتبر من أقدم الجماعات الدينية في إيران، أعلنت في بيان لها أن العديد من الإيرانيين الذين يواجهون صعوبات (أصبحوا يشكون في الثورة ولديهم أمل أقل في مستقبل أفضل) في ظل تولي أتباع الثورة مقاليد الحكم.
وتحدث بيان الجماعتين عما سمّوه (مؤشرات أزمة لا لبس فيها)، مشيرين إلى أن تلك الأزمة تسببت “في زيادة هجرة النخبة والشباب الموهوبين من البلاد واستنزاف رأس المال، ووضعت المصاعب في حياة الناس الذين يعتقدون الآن بأن الوضع سيزداد سوءاً”، حيث خلص البيان إلى أن (ثورة 1979) انحرفت عن أهدافها الأولية.
الإيرانيون غرباء في بلادهم
وتعتبر جمعية (رجال الدين المقاتلين) المخصصة لـ (رجال الدين فقط) من أقدم الجمعيات القائمة على أساس ديني في إيران، وقد شاركت تلك الجمعية على مر السنوات ومارست أدواراً سياسية، ولا سيما أن الذي ترأسها منذ إنشائها وحتى عام 2009 هو رئيس البرلمان السابق (مهدي كروبي)، ثم تولى الرئيس الإيراني السابق (محمد خاتمي) المجلس المركزي للجمعية منذ العام 2011.