لا تزال مأساة يوم 29 من أغسطس حاضرة بقوة في أذهان عائلة العامل الأفغاني إزمراي أحمدي، بعد أن أزهقت ضربة أميركية روحه مع 9 آخرين بينهم 7 أطفال.
أما جديدها اليوم بالنسبة للعائلة المنكوبة، فما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية بأنها عرضت دفع تعويضات لأقارب الضحايا العشرة الذين سقطوا بتلك الضربة التي نفذتها طائرة مسيرة في أحد الشوارع في كابل.
كما أوضح البنتاغون في بيان أيضا، بحسب ما نقلت فرانس برس اليوم السبت، أنه يعمل مع وزارة الخارجية لنقل أي من هؤلاء الأقارب الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان إلى الولايات المتحدة.
إلى ذلك، كشف أن عرض الأموال قدم لأهالي الضحايا يوم الخميس، خلال اجتماع بين كولين كاهل وكيل وزارة الدفاع للسياسة، وستيفن كوون، مؤسس ورئيس منظمة إغاثية نشطة في أفغانستان تسمى “منظمة التغذية والتعليم الدولية”، كان أحمدي يعمل معها.
تتبعت سيارته لـ 8 ساعات
يشار إلى أن درون أميركية كانت استهدف إزمراي، بعد فترة من مغادرته مركز عمله، عقب تحديده خطأ بأنه أحد عناصر تنظيم داعش .
فقد تتبعت المخابرات الأميركية سيارته التويوتا البيضاء لمدة ثماني ساعات قبل أن تستهدفه بصاروخ ما أسفر عن مقتل سبعة أطفال وثلاثة بالغين بمن فيهم أحمدي.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي حينها إن المخابرات شاهدت السيارة في موقع في كابل تم تحديده على أنه يأوي عناصر من التنظيم الإرهابي، يخططون لشن هجمات على مطار كابل.
أتى ذلك بعد ثلاثة أيام، من قتل انتحاري داعشي في ولاية خراسان العشرات في المطار، من بينهم 13 من أفراد الخدمة الأميركية.
يجب أن يأتوا إلى هنا ويعتذروا
لكن المسؤولين الأميركيين أقروا الشهر الماضي (سبتمبر) بأن الهجوم بطائرة بدون طيار كان خطأ.
فيما اعتبر كاهل أن الضربة كانت خطأ مأساويا وأن الضحايا الذين سقطوا أبرياء!
وكان أقارب القتلى طالبوا الشهر الماضي بتعويضهم عن تلك الخسارة الفادحة، وتقديم اعتذار صريح وجها لوجه.
وقال ابن شقيق أحمدي، فرشاد حيدري ، البالغ من العمر 22 عامًا، لوكالة فرانس برس من منزله المتواضع الذي تعرض للقصف في كواجا بورغا، وهو حي مكتظ بالسكان في كابل، “يجب أن يأتوا إلى هنا ويعتذروا لنا وجها لوجه”.