مع سيطرة أجواء تشاؤمية على المحادثات النووية التي جرت الأسبوع الماضي بين إيران والدول الغربية، أعرب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، اليوم الاثنين، عن قلقه من “تنصل” الدول المشاركة في المباحثات (وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وروسيا والصين بتنسيق من الاتحاد الأوروبي) من الاتفاق النووي وعدم إعطاء ضمانات لبلاده، مشددا على رفض فكرة الاتفاق المؤقت.
كما أضاف بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية “نطمح إلى اتفاق جيد نتوصل إليه خلال مفاوضات فيينا عبر إرادة جيدة ومحادثات قوية”.
لا للاتفاق المؤقت
لكنه أكد في الوقت عينه رفض بلاده القاطع لفكرة الاتفاق المؤقت خلال المفاوضات النووية.
إلى ذلك، اتهمت طهران الغربيين بالمماطلة في المفاوضات حول ملفها النووي، مؤكدة استعدادها لبحث المقترحات التي قدمتها خلال الجولة السابعة من المحادثات، التي انطلقت في 29 نوفمبر الماضي، وتوقفت في الثالث من الشهر الجاري (ديسمبر 2021)
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده للصحافة اليوم إن “النصوص قابلة للتفاوض تماما”، مضيفا “شهدنا بعض التقاعسات وعدم الوفاء بالتزامات من قبل الأطراف الأخرى”.
كما أوضح أن بلاده تنتظر “آراء الأطراف الأخرى حول الوثيقتين اللتين قدمتهما”، متهما الأطراف الأخرى بأنها “تريد لعب لعبة يلقي فيها كل المسؤولية على الآخر”، وفق تعبيره.
أتت تلك المواقف الإيرانية بعد أن أعرب الأوروبيون يوم الجمعة عن “خيبة أملهم وقلقهم” إزاء المطالب الإيرانية التي ظهرت عبر الوثيقتين. وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن “طهران تراجعت عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة” خلال الجولات السابقة من المفاوضات بين أبريل ويونيو الماضيين (2021)
كما انتقدت الولايات المتحدة السلطات الإيرانية، معتبرة أنها لم تقدم “اقتراحات بناءة” على طاولة التفاوض في فيينا.
يذكر أن الجولة السابعة من المباحثات في العاصمة النمساوية من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كانت استؤنفت في 29 نوفمبر، وقدم خلالها الوفد الإيراني مسودتين لاقتراحين يتعلقان برفع العقوبات والعودة للالتزامات، إلا أنهما لم تلقيا استحسانا من الدول الأوروبية وواشنطن على السواء. فتوقفت الجولة يوم الجمعة كي تعود الوفود المشاركة إلى العواصم، قبل استكمال التفاوض.