يوم جديد من التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة يشهده قطاع غزة، اليوم الأحد، حيث يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع، فيما تستمر معاناة أهل غزة من ويلات الحرب التي قتلت وأصابت الآلاف وتركت مئات الآلاف مشردين بلا مأوى.
وفي آخر التطورات، وفيما دوّت صفارات إنذار في بلدات غلاف غزة، بحسب الإعلام الإسرائيلي، أفاد مراسلون بوجود دمار كبير في محيط مجمع الشفاء الطبي جراء الغارات الإسرائيلية، مضيفاً أن الغارات استهدفت منازل في جباليا ومخيم النصيرات بقطاع غزة، إضافة إلى قصف مدفعي إسرائيلي مستمر على شرق خان يونس وشرق رفح.
وتزامنا، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة بتلقيه نداءات استغاثة كثيرة بعد عودة الاتصالات للقطاع، ووصفت الهيئة الإغاثية الوضع الميداني بأنه يزداد صعوبة، مشيرة إلى نفاد مخزون الوقود لدى خدمة الإسعاف بشكل كامل.
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن حجم المساعدات الحالي ضعيف للغاية ويغطي 3% فقط من احتياجات القطاع الطبي.
عودة الاتصالات والإنترنت تدريجيا
وفيما بدأت خدمة الإنترنت تعود تدريجيا إلى قطاع غزة بعد أن انقطعت، الجمعة، خلال عمليات قصف إسرائيلية مكثفة، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن عشرات الأشخاص استشهدو، وأصيب مئات في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة فجر اليوم الأحد.
وذكرت الوكالة أن هناك العديد من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض. يأتي هذا بينما تواصل الطائرات الإسرائيلية شن حملة قصف عنيف على مناطق مختلفة من قطاع غزة لليلة الثانية على التوالي.
هذا وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة بارتفاع عدد شهداء العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الجاري إلى أكثر من 8 آلاف شهيد و20 ألف جريح. وذكرت المصادر أن نصف عدد الشهداء من الأطفال، مشيرة أيضا إلى وجود أكثر من 1500 بلاغ عن مفقودين.
على الرغم من أن قطاع غزة عاش خلال الساعات الماضية على وقع قصف هو الأعنف منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليه في السابع من أكتوبر، فإن قطع الاتصالات والإنترنت كان فجّر غضباً عارماً وسط تحذيرات دولية من مخاطر هذه الخطوة.
وأمام هذا التنديد، أفاد مراسلون ، اليوم الأحد، بأن هناك عودة تدريجية للاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت إلى قطاع غزة. وأضاف أنه بات بوسع المشتركين الآن إجراء اتصالات واستقبال رسائل على الهواتف المحمولة، وإن أشار إلى ضعف في الخدمة.
كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بعودة الاتصالات فعلاً دون تقديم أي تفاصيل عن الموضوع.
تنديدات دولية
وكانت إسرائيل قد أغرقت القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني إنسان والمحاصر منذ 3 أسابيع في عزلة تامة عن العالم الخارجي، وسط انقطاع كافة الاتصالات، ما صعب عمل المستشفيات وفرق الإغاثة والإسعاف، وفاقم بالتالي معاناة أهل غزة.
وأثارت الخطوة الإسرائيلية انتقادات واسعة من قبل منظمات إغاثية وإنسانية، فضلا عن الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، لاسيما أنها تمنع التواصل بين الفرق الطبية والإسعاف لنقل الجرحى والمصابين، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة، ويرفع عدد القتلى، بحسب ما أكدت العديد من المنظمات الأممية والإنسانية.
فيما رجح عدد من الخبراء أن يستمر الأمر أياماً، إلا أن معلومات أفادت بعودة تدريجية للخدمة صباح اليوم.