أعربت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن “قلقها البالغ” حيال التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن “عشرات آلاف” الاشخاص فروا من العنف منذ يوم الاثنين.
وقال ماثيو سالتمارش متحدثا باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “نحن قلقون للغاية للتصعيد الخطير للهجمات الذي شهدناه بالأمس. لقد أجبر عشرات آلاف الاشخاص على مغادرة منازلهم أمس وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار”.
وأضاف: “هذه منطقة دمرتها الحرب أساسا وبلد يعرف المعاناة جيدا”.
وأكد المتحدث باسم المفوضية أن “الخسائر التي يدفعها المدنيون غير مقبولة، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان أمر أساسي. يجب احترام القانون الإنساني الدولي. من الضروري وقف الأعمال الحربية”.
من جهتها، قالت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني، خلال تصريح صحافي: “نحن نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المفاجئ للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله، وندعو كل الأطراف إلى الوقف الفوري للعنف وضمان حماية المدنيين”.
كما دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أيضا “بشكل عاجل إلى وقف التصعيد الفوري” وإلى احترام جميع الأطراف التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لضمان حماية البنى التحتية المدنية والمدنيين، بما يشمل الأطفال وعمال الإغاثة والعاملين في المجال الطبي.
وقالت نائبة ممثل اليونيسف في لبنان إيتي هيغينز عبر الفيديو من بيروت: “يوم أمس (الاثنين) كان أسوأ ما شهده لبنان منذ 18 عاما. هذا العنف يجب أن يتوقف فورا، وإلا فإن العواقب ستكون غير مقبولة”.
وفي وقت سابق، أكد مسؤول من اليونيسف، الثلاثاء، مقتل 35 طفلا على الأقل حتى الآن في ضربات لبنان، مشيرا إلى آخرين “مفقودين تحت الأنقاض”، نقلا عن رويترز، وذلك قبل أن تعلن وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد وفيات الأطفال اللبنانيين من جراء القصف الإسرائيلي إلى 50.
وأعلنت إسرائيل، الاثنين، شنّ مئات الغارات الجوية على أهداف لحزب الله في مناطق لبنانية مختلفة، ما أسفر عن سقوط 558 قتيلا و1835 مصابا بالغارات الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وهذا القصف هو الأعنف الذي يطال لبنان منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
وذكرت إسرائيل، الثلاثاء، أنها قصفت عشرات الأهداف العائدة لحزب الله خلال الليل في جنوب لبنان، وأفادت عن تعرضها لإطلاق أكثر من 50 صاروخا من لبنان نحو مناطقها الشمالية صباحا.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلق بالغ” إزاء التصعيد” والعدد الكبير للضحايا المدنيين” في لبنان.
بدوره، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الاثنين، إن التصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان هو تقريبا بمثابة حرب شاملة.