شهدت مدرسة سليمان الحلبي بمدينة عفرين التابعة لمديرية تربية غصن الزيتون فضيحة جديدة، بعد أن حاولت إحدى المعلمات هناك الترويج لأفكار بعيدة عن المجتمعات الإسلامية السورية، وذلك من خلال تركيزها على عدم وجود إله خالق، وبث هذه الأفكار في عقول أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات.
وقال مدير تربية غصن الزيتون في تعليقه على الحادثة إنّ المديرية تُتابع هذا الأمر، وسيتم فتح تحقيق بما ورد، وستُفصل المعلمة في حال ثبوت ذلك، مُشيراً إلى أنّ هذا أقل ما يمكن اتخاذه بحقِّها، وأضاف: “سيتم متابعة من يقف وراء هذه الافكار ويغذيها ووضع حد لكل من تسول له نفسه في تغذية طلابنا بهذه السموم”.
وقال مراسل أورينت في الشمال السوري مناف الهاشم إنّ المعلمة المدّعوّة “آرين” (إيزيدية) دعت لتبني أفكار وصفتها الأوساط المحلية بالدعوة للإلحاد والابتعاد عن الدين، وذلك لطلاب الصف الثاني الابتدائي.
وقال مدير التربية في منطقة غصن الزيتون في تصريح خاص لمراسل أورينت نت، إنّه تمّ تشكيل لجنة تحقيق بالأمر لمتابعة القضية، ومتابعة دفاتر التلاميذ واستجواب المعلمة المذكورة للوقوف على تفاصيل القضية، وبعد إثبات إعطاء هذه المعلومات قررت اللجنة فصل المعلمة من كل مدارس غصن الزيتون.
وقال الأكاديمي التربوي قتيبة بشير، إن المسؤولين الأتراك وفي الفترة الأخيرة يُشجعون على وجود الأكراد في المؤسسات الموجودة هناك، وذلك كنوع من الترضية، ولكن أن تصل الأمور لهذه المستوى، فلا يمكن السكوت عنه.
وأضاف بشير: “لا أظن أنّ التربية والأتراك راضين عن هذا الموضوع، ففي التعليم يمكن للمعلم أن يجتهد ويخرج عن النص في الكتاب، فهذه الاجتهادات تُعبِّر عن ثقافة المعلم وقيمه التي يؤمن بها، وإذا كانت هذه المعلمة تؤمن بهذه القيم فمن الطبيعي أن ينعكس على سلوكها، إذا لم يكن هناك موانع أو تنبيه لهذا السلوك وممكن أن تصل الأمور لأكثر من ذلك، فكل إنسان وحسب ما يعتقد ويؤمن به سينعكس على سلوكه”.
وأكّد بشير على أنّ الوضع التعليمي في منطقة غصن الزيتون سيئ جداً، يقول: “كل يوم نشاهد حالات تساهم في هدم العملية التعليمية، ففي إحدى المدارس نشاهد 60 طالباً في صف واحد، وهذا سينعكس سلباً على أداء المعلم وفهم الطالب”.
بدوره أحمد وهو أحد المعلمين في منطقة غصن الزيتون أكّد لأورينت نت أن التربية في المنطقة تُشرف على كامل العملية التعليمية، ولا أعتقد أنها تسمح بهذا الأمر، حتى إن المدارس الخاصة ممنوعة في عفرين، وفي أرياف عفرين هناك وجود للفصائل التابعة للجيش الوطني بكل المناطق ولا يمكن أن تسمح بحدوث هكذا أمر.
يقدر عدد المدارس العاملة في مديريات التربية الخمس في عفرين بـ 199 مدرسة، أي بنسبة 90 بالمئة من مدارس المنطقة، تتوزع على 165 قرية وبلدة ومدينة، وكانت المدارس هناك شهدت عمليّات إحراق للكتب المدرسية التي قيل إنّها تحمل إساءة للنبي الكريم، حيث سارع السكان هناك إلى إحراق الكتب.