تشهد الجبهة الشرقية في محيط باخموت معارك شرسة مجددًا بين القوات الروسية والأوكرانية، بعد أن كانت المدينة في قبضة مسلحي مجموعة “فاغنر”.
ضغط أوكراني في تلك الجبهة مع دخول الهجوم المضاد يومه الرابع، يتزامن مع خلافات حادة بين قائد مجموعة فاغنر ووزارة الدفاع الروسية مع إعلانها الأخير، أنها وقعت عقداً مع مجموعة القوات الخاصة الشيشانية، المعروفة باسم “كتيبة أحمد”، خطوة وصفها خبراء عسكريين بالأولى نحو خروج “فاغنر” من المعادلة الميدانية، فهل ستنتهز أوكرانيا هذا الخلاف؟
لماذا رفض بريغوجين؟
صدام قادة المؤسسة العسكرية الروسية مع قائد مجموعات فاغنر يفغيني بريغوجين وصل إلى محطته الأخيرة، بحسب ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، عقب إعلان وزارة الدفاع عن تنفيذ خطتها للسيطرة على جميع المقاتلين في جبهات القتال.
ويوضح ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، عدة أسباب لرفض قائد مجموعات فاغنر، توقيع العقد مع وزارة الدفاع والذي وقعته بدلًا منه “كتيبة أحمد” الشيشانية، وهي كالآتي:
– العقود تسمح لوزارة الدفاع بالسيطرة الكاملة على جميع الوحدات المتطوعة
– بموجب العقد تصبح التعليمات العسكرية والخاصة بالتسليح تابعة لوزارة الدفاع فقط
– عدم السماح لأشخاص خارج المؤسسة العسكرية من قيادة المجموعات القتالية وهذا ما يرفضه بريغوجين بشدة.
وبموجب التوقيع مع وزارة الدفاع الروسية، سيحصل المقاتلون المتطوعون على جميع المزايا والضمانات التي تحصل عليها القوات النظامية بما في ذلك تقديم الدعم لهم ولعائلاتهم إذا أُصيبوا أو قتلوا أثناء العمليات العسكرية في أوكرانيا، أو في أي مكان آخر بطبيعة الحال.
ويُضيف ألكسندر أرتاماتوف، أن “فاغنر” ترفض في الأساس مصطلح قوات متطوعة، فطموح تلك المجموعة أكبر من ذلك، فعقب نجاحات “باخموت” كان يسعى بريغوجين، إلى نيل منصب عسكري بشكل رسمي وقيادته المطلقة لمجموعته في الميدان دون التنسيق مع القيادة العسكرية، وهذا اتضح جليًا أيضًا من الهجوم اللفظي الذي حدث خلال الأشهر الماضية بين الطرفين.
ففي مايو الماضي، أعلن بريغوجين عن استعداده لتسليم المواقع في مدينة باخموت إلى قوات أحمد الشيشانية، وذلك على إثر خلاف مع الدفاع الروسية التي لم تزوده بالأسلحة والذخيرة على حد وصفه.
ما هي “كتيبة أحمد”؟
يونيو الماضي ومع مرور أشهر من الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عن عزمه تشكيل 4 كتائب عسكرية شيشانية خاصة وهي (أحمد شمال وأحمد جنوب وأحمد شرق وأحمد غرب)
تتكون من 10 آلاف جندي ويرأسها الجنرال آبتي علاء الدينوف.
تتسلح بأحدث الأسلحة الروسية منها دبابات ومركبات ومنصات صواريخ.
تحمل جميع مركبات قوات أحمد الشيشانية شعار حرف (Z).
القوات الوحيدة من خارج روسيا وأوكرانيا التي تشارك في الحرب بشكل مباشر.
وحول دور هذه الكتائب في الحرب الأيام المقُبلة، يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، إن الأسابيع الماضية شهدت تعبئة بشكل كبير في صفوف القوات الشيشانية والتي لها كفاءه قتالية عالية نظرًا لتلقي تدريبات بشكل مكثف ومباشر من الجيش الروسي منذ فترة طويلة.
وتوقع ألكسندر أرتاماتوف، أن تحقق تلك الكتائب ما هو مطلوب منها وبشكل أكثر ديناميكية مع وزارة الدفاع على عكس ما حدث مع قوات “فاغنر”.
هل ستستفيد كييف؟
في ظل القرارات الروسية الخاصة بالمتطوعين في جبهات القتال، تواصل كييف هجومها المضاد لليوم الرابع في جميع الجبهات، وهنا يقول نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن هجوم بلاده يحقق نجاحات حتى الآن بالأخص في الجبهة الشرقية.
ويُضيف نعومكن بورفات، أن الخلافات الحادة الحالية بين “فاغنر” والدفاع الروسية لها تأثير على الميدان، والدليل تقدم القوات الأوكرانية في تلك الجبهة مجددًا واختراق الخطوط الأمامية بنجاح.
ويُشير نعومكن بورفات، إلى لجوء وزارة الدفاع الروسية إلى تلك القوات الشيشانية، قائلًا: “موسكو لا تريد حرب بمعني الكلمة ولكن تريد حرب شوارع لهذا تتجه إلى ترويض تلك المجموعات وتوجيها لاستنزاف القوات الأوكرانية والتقليل من الخسائر البشرية في صفوف الروس”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أكد خلال كلمته المسائية اليومية أن بلاده “تمضي قدما” في الهجوم المضاد الذي تعدّ له منذ أشهر رغم “صعوبة” القتال.