تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الخميس، لتحرير آخر أراضي دونباس، في ظل سعي الغرب لزيادة إمداداته من الأسلحة لكييف والضغط باتجاه إطالة أمد النزاع.
وميدانيا، قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الأوكرانية قصفت نقطتي تفتيش عسكريتين ومنصة إنزال، اليوم الخميس، في ثاني هجوم هذا الأسبوع على منطقة تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا. ونقل المتحدث باسم إدارة إقليم أوديسا عن قيادة العمليات في الجنوب قولها إن الهجوم الجديد على نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون أسفر عن مقتل 13 من القوات الروسية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية لم تحرز تقدما في دونباس خلال 72 ساعة ماضية، مشيرة إلى أن القوات الروسية معرضة لفقدان الزخم في دونباس بعد سيطرتهم على ليسيتشانسك. وأضافت أن القوات الروسية استخدمت معدات وتكتيكات عسكرية تعود للحقبة السوفيتية.
وفي آخر التطورات، اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقصف مدرسة في دونباس، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الحادث الذي وقع في منطقة كوستيان تينيفكا، فيما نفت روسيا أنها تستهدف المدنيين خلال عملياتها العسكرية.
وبعد تعزيز سيطرتها الكاملة على منطقة لوغانسك، تواصل القوات الروسية في شرق أوكرانيا الضغط على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على خط يمتد على الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك. وأظهر مقطع مصور تعزيزات عسكرية روسية سعيا لتطويق المدن التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني في مقاطعة دونيتسك.
تزامنا، أفادت وكالة “تاس” الروسية، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن قوات لوغانسك والجيش الروسي دخلا مدينك سيفيرسك ويعملان على تمشيطها لبسط السيطرة عليها.
وقال المصدر: “لقد دخلت قوات الحلفاء إلى سيفيرسك، ويمكننا القول إن المدينة تحت سيطرتنا العملياتية، وعمليات التمشيط جارية الآن”. وأضاف: “قريبا سيفيرسك ستكون خالية تماما من القوات الأوكرانية “.
وقبلها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط المقاتلات الروسية 3 مقاتلات أوكرانية في الجو من طراز “سو-24″ و”سو-25” و”ميغ-29″، بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
جاء ذلك في التقرير اليومي للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسي، حيث أشار إلى أن القوات المسلحة الروسية تواصل عمليتها الخاصة بينما يتكبد الجيش الأوكراني خسائر فادحة على كل الجبهات.
كما أضاف أنه تم تحييد أكثر من 350 جنديا من القوات المسلحة الأوكرانية بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو على أراضي حوض بناء السفن في مدينة نيكولاييف، و20 وحدة من المعدات العسكرية من احتياطي مجموعة كاخوفكا العملياتية والتكتيكية.
وكانت موسكو حذرت مؤخرا من أن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا يمكن أن تمتد إلى بولندا إذا استمرت الولايات المتحدة في تسليح قوات كييف.
وبحسب ما أوردته صحيفة “نيويورك بوست” New York Post الأميركية، التحذير جاء خلال برنامج “60 دقيقة” على القناة الأولى الروسية، حيث جاء التحذير الروسي على لسان مقدمة البرامج التي قالت إنه “إذا استمر الغرب في إرسال المساعدات لأوكرانيا، فقد يشتد الصراع”.
وتابعت: “الأميركيون يرسلون صواريخ يمكنها الوصول لمسافة 186 ميلاً”. وأضافت: “سنذهب على طول الطريق إلى وارسو”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن قواتها الجوية دمرت بصواريخ عالية الدقة راجمتي صواريخ من طراز “هيمارس” HIMARS أميركية الصنع في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية.
وتقصف القوات الروسية، التي أتمت هذا الشهر سيطرتها على منطقة لوغانسك في دونباس، أجزاء من دونيتسك المجاورة منذ أسابيع.
يذكر أنه منذ مارس الماضي، أعلنت موسكو انطلاق المرحلة الثانية من عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مركزة على شرق البلاد.
وتهدف القوات الروسية إلى السيطرة على كامل حوض دونباس، بغية فتح ممر بري بين الشرق والجنوب في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014.