يكثّف الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، غداة وصوله إلى إسرائيل، محادثاته مع القادة الإسرائيليين، ويبحث معهم الملفات الساخنة، ويوقّع على “إعلان القدس” الذي يرسّخ التعاون بين الولايات المتحدة والدولة العبرية.
وأكد بايدن خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال الجديد يائير لابيد التزام أميركا بأمن إسرائيل.
وقال مراسل “العربية” و”الحدث” إن لابيد تحدث مع بايدن عن تشكيل حلف إقليمي لمواجهة خطر إيران.
وكان لابيد أعلن العام الماضي عندما كان وزيراً للخارجية، أنّه يريد إعادة بناء الجسور بين إسرائيل والحزب الديمقراطي الأميركي بعد سنوات دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في السلطة.
ووكان مسؤول إسرائيلي كبير قال في وقت سابق إن “إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل” سيكون “شهادة حيّة على الطبيعة الفريدة وصحة ومدى وعمق وحميمية” هذه العلاقة الثنائية.
وأضاف أن الوثيقة التي لم يطلق عليها الأميركيون حتى الآن اسم “إعلان القدس”، ستعبّر عن “موقف واضح وموحّد ضد إيران وبرنامجها النووي وعدوانها في سائر أنحاء المنطقة”.
ويبقى الطريق الواجب اتّباعه في مقاربة الملف النووي الإيراني مصدر تباين بين الولايات المتحدة التي ترغب في تجربة المسار الدبلوماسي من خلال إحياء الاتفاق النووي المبرم العام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، وإسرائيل التي تدعو لانتهاج الخط المتشدّد.
استخدام القوة ضد إيران
وانسحبت إدارة الرئيس دونالد ترمب في العام 2018 من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وأعادت فرض العقوبات على طهران في إطار حملة “الضغوط القصوى” على الجمهورية الإسلامية.
وقال الرئيس جو بايدن في مقابلة مع “قناة 12” الإسرائيلية مساء الأربعاء، إن “انسحاب الرئيس السابق من الاتفاق كان خطأً فادحاً، لأنهم (الإيرانيين) باتوا أقرب إلى السلاح النووي مما كانوا عليه سابقاً”.
وردّاً على سؤال عما إذا كان مستعدّاً لاستخدام القوة من أجل ضمان عدم حصول طهران على السلاح النووي، قال بايدن “نعم، إذا كان هذا هو الملاذ الأخير”.
ولا تخشى إسرائيل فقط من حصول إيران على القنبلة النووية، السلاح الذي تنفي طهران أن تكون تسعى إليه، بل إنّ الدولة العبرية تخشى أيضاً من أن يؤدّي رفع العقوبات إلى تعبئة خزائن طهران بالمال، وبالتالي تمكين الإيرانيين من زيادة دعمهم لحلفائهم في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
ويلتقي بايدن الخميس أيضا نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي سيقلّده “ميدالية شرف” لدعمه إسرائيل، ثم يتوجّه لتشجيع الرياضيين الأميركيين المشاركين في ألعاب المكابية، وهي لقاءات رياضية يهودية تُنظّم كل أربع سنوات في إسرائيل.
وأخيراً، كما هو معتاد بالنسبة لرئيس أميركي وبينما تخوض إسرائيل حملة لانتخابات تشريعية مبكرة مقرّرة في الأول من نوفمبر، سيختتم الرئيس الديمقراطي اجتماعاته في إسرائيل بلقاء مع المعارضة الممثّلة في هذه الحالة برئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، الذي غالباً ما اتّسمت علاقته مع بايدن بالفتور.
يذكر أن هذه الزيارة هي العاشرة لبايدن إلى إسرائيل ولكن الأولى له بصفته رئيساً.