بغياب أي أفق للتهدئة، دخل النزاع في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، أسبوعه الثامن.
فيما ارتفع عدد الضحايا، والحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية.
فقد حذرت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا أليونا سينينكو، من أن الوضع الإنساني في البلاد سيئ للغاية، لافتة إلى أن المدنيين يعانون الأمرين، ومضيفة أن “هذه المعاناة مستمرة”.
كما أردفت أن الوضع في غاية الصعوبة، فيما يحاول الناس مغادرة العاصمة الخرطوم، ودارفور، وسط انعدام الأمن والكهرباء والماء وغيرها.
إلى ذلك، أشارت إلى أن الصليب الأحمر يتواصل مع طرفي الصراع والمدنيين لتيسير تسليم المساعدات لمتضرري الحرب.
مستقبل مرير
أتت تلك التحذيرات، فيما علقت المحادثات بين الطرفين في جدة، بعد الانتهاكات العديدة التي شابت الهدنة القصيرة التي أعلن عنها مطلع الأسبوع الحالي.
في حين تجددت الاشتباكات، أمس السبت، بين الجانبين في الخرطوم، وإقليم دارفور على السواء.
وكان العديد من الخبراء نبهوا سابقا إلى خطورة استمرار القتال، وعدم التوصل إلى هدنة دائمة بغية إطلاق المفاوضات السياسية لاحقا. واعتبر الخبير في الشأن السوداني أليكس دي فال أن “مسار انهيار الدولة” يهدد الآن “بتحويل السودان كله، بما في ذلك الخرطوم، إلى ما يشبه دارفور قبل 10 أو 15 عاما، حيث يحدد المال والرصاص كل شيء”، وفق ما نقلت عنه سابقا وكالة فرانس برس.
كما حذروا من أن مستقبلاً مريرا ينتظر البلاد إذا استمرت الحرب.
يشار إلى أن النزاع العسكري كان تفجر بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في 15 أبريل الماضي، ولم تفلح عشرات الهدن في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بل كانت تشهد العديد من الاختراقات والانتهاكات.
ولا يزال القتال مستمرا على الرغم من التحذيرات الأممية والدولية من كارثة إنسانية مقبلة، وصراع كبير قد تمتد نيرانه إلى دول الجوار، فضلا عن فرض واشنطن مؤخراً عقوبات على مسؤولين وشركات عائدة للطرفين.