من المقرر أن يصل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى المنطقة خلال الساعات المقبلة وعلى جدول أعماله زيارة مصر وإسرائيل والأردن.
وربما يضيف الوزير الأميركي إلى جدوله دولة أو دولاً أخرى.
الدبلوماسية أولاً
ومن وجهة نظر كثيرين، فإن هذه الزيارة مرتبطة مباشرة بتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، فالبرنامج النووي الإيراني يتقدّم خطوات في كميات تخصيب اليورانيوم وفي نسبة التخصيب التي وصلت إلى 84%، فيما الإيرانيون على مسافة قصيرة من التخصيب عند حدود المستويات العسكرية أو ما هو معروف بناء قنبلة نووية.
بدوره، تحدّث مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إلى الصحافيين قبل مغادرة أوستن إلى المنطقة وأكد مرة أخرى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يسعى إلى حل دبلوماسي مع إيران.
وقال: “دعوني أكون واضحاً أن خيار الرئيس بايدن لطموحات إيران النووية هو الدبلوماسية، وعمل وزير الدفاع هو ضمان وجود خيارات أخرى”.
جاء ذلك بعدما سعى المسؤولون الأميركيون خلال الأشهر الماضية إلى التأكيد على أمرين متوازيين، الأول هو اتباع الحلول الدبلوماسية وفي الوقت ذاته وضع الخيارات العسكرية على الطاولة.
الخيارات الجديدة
وخلال الأسبوعين الماضيين، أي منذ أن تمّ الكشف عن رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم لديها، امتنع المسؤولون الأميركيون عن التحدّث بحدّة حول هذه المسألة.
كما أعطى عدد من المتحدثين لدى الإجابة عن سؤال “العربية/الحدث”، سيناريوهات جديدة للتعاطي مع الخطر النووي الإيراني.
وقالوا إن القوات العسكرية الأميركية وخلال الأشهر الماضية تمكنت من وضع سيناريوهات للتدخّل العسكري، وتقوم على نشر قوات استراتيجية وقدرات قصف جوي من خلف المحيط إلى منطقة الشرق الأوسط وإيران.
وقد طبّقت الولايات المتحدة هذا السيناريو مع إسرائيل، في مناورات “جونبير أوك” نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، ونشرت طائرات من نوع بـ52 وإف35 وإف 15 و16 وإف آي 18، إضافة إلى طائرات الوقود وقوات بحرية وقدرات قصف بعيدة المدى.
إلى ذلك، أدخلت هذه المناورات مفهوماً جديداً للردع الأميركي، يقوم على عنصر الانتشار السريع والقصف والانسحاب، وهو مبدأ يختلف تماماً عن إرسال قوات ضخمة إلى المنطقة مثل حاملات الطائرات أو ركن طائرات استراتيجية في قواعد عسكرية قريبة من إيران.
مضاعفات أوكرانيا
في سياق متصل، أشار المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية في تأكيد غير مباشر على أن الزيارة مخصصة للمزيد من التعاون وليست مدخلاً لعمل عسكري، على أن الوزير أوستن ذاهب إلى المنطقة وسيتحدّث إلى المسؤولين في مصر وإسرائيل والأردن عن 3 ملفات أساسية، وهي الأمن والاستقرار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولمصر والأردن دور أساسي في ذلك، وسيتحدّث في الدول الثلاث عن الحرب الروسية في أوكرانيا، وضرورة أن يعمل كل الأطراف في المنطقة على مساعدة أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.
كما شدّد على أن إيران تساعد روسيا في عملياتها العسكرية، وتمدّها بالمسيرات، لافتا إلى أن هذا التعاون الروسي الإيراني سيكون له مضاعفات سيئة.
وتابع أن وزير الدفاع سيعبّر عن وجهة نظر تقول إن من الضروري مساعدة أوكرانيا الآن، وسيتحدث عن المضاعفات الاستراتيجية للتعاون الروسي الإيراني الذي يقتل الأوكرانيين الآن، ولكنه سيرتدّ بمضاعفات كبيرة وسلبية على أمن الشرق الأوسط.
أيام عن القنبلة النووية
الخطر الإيراني المتعدد
يشار إلى أنه قد بات واضحاً أن الإدارة الأميركية الحالية وإن بدت في العام 2021 وكأنها تحابي إيران، إلا أنها تتبنّى الآن تقييماً يعتبر أن طهران تشكل خطراً في ميادين مختلفة، والأهم أنها تلتزم بالتعاون مع الدول العربية في مواجهة التهديدات الإيرانية.
وقال المسؤول في البنتاغون للصحافيين، إن وزارة الدفاع تعمل على مواجهة مجموعة واسعة من التهديدات المرتبطة بإيران، مشيراً إلى أن هذه التهديدات تشمل تنمية الميليشيات الموالية لإيران والتي تتلقى التدريب والسلاح منها وتهدّد القوات الأميركية وبلدان أخرى.
قرار روسي يفاقم الخطر النووي الإيراني
كما يشمل التهديد الإيراني البحر والجو بما في ذلك المسيرات والصواريخ.
وقال المسؤول إن وزير الدفاع وفي كل عاصمة يزورها في الشرق الأوسط سيتحدث عن قلقهم من هذه التهديدات، كما سيناقش كيف من الممكن أن يتم مواجهة التهديد الإيراني مستقبلاً.
في حين يرى الأميركيون يشعرون بالرضا حيال ما أنجزوه لمواجهة التهديدات والتهريب الإيراني، وهم يطالبون بالمزيد من التعاون المتعدد الأطراف لضمان الوصول إلى منظومة إقليمية متكاملة في مواجهة المخاطر.