يواصل الجيش الروسي ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، اليوم السبت، في إطار عمليته العسكرية التي تهدف إلى تحرير دونباس شرق أوكرانيا، فيما تستمر كييف في حشد الدعم الغربي وتلقي العتاد العسكري.
وارتفعت وتيرةُ القصف بين القوات الانفصالية والجيش الأوكراني في مقاطعة دونيتسك، حيث خلّف القصف الأوكراني على دونيتسك قتيلين وعشرات الجرحى، وما زال القصف مستمراً بالمدافع والدبابات. وقال المسؤول في لوغانسك: “المفاوضات بشأن استسلام محتمل جارية لكن دون جدوى حتى الآن”.
وتواصل قوات لوغانسك الشعبية المفاوضات مع المسلحين الأوكرانيين المختبئين والمحاصرين في مصنع “آزوت” في سيفرودينيتسك في لوغانسك، للاستسلام.
سفير لوغانسك الانفصالية لدى روسيا روديون ميروسنيك، من جهته، زعم أن السلطات الأوكرانية ترفض ضمان نظام وقف إطلاق النار لخروج المدنيين.
يأتي ذلك فيما أزال الجيش الروسي الألغام من الشاطئ في قرية بيسشاني في ماريوبول، حسب ما أفاد قائد قاعدة نوفوروسيسك البحرية، الذي أضاف: “اكتملت عمليات التحكم في الشاطئ الرملي في قرية بيشانكا في مدينة ماريوبول. الشاطئ نظيف، ويمكن لسكان المدينة القدوم إلى هنا للاستجمام في بحر آزوف”.
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي، ركزت موسكو هجومها في شرق أوكرانيا على منطقة دونباس، حيث اعترف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين هما “جمهوريتا” دونيتسك ولوغانسك، واستخدمت القوات الروسية المدفعية لشق طريقها إلى المدن في مرحلة استنزاف قاسية من الحرب.
وفي آخر التطورات، أعلن الجيش الروسي أن نحو سبعة آلاف “مرتزقة أجانب” من 64 دولة وصلوا إلى أوكرانيا منذ بدء النزاع، قتل ألفان منهم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “لوائحنا في 17 يونيو تشمل مرتزقة وخبراء في الأسلحة من 64 دولة. منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، وصل 6956 إلى أوكرانيا وتم القضاء على 1956 منهم وغادر 1779” آخرون.
وأضافت الوزارة الروسية أن بولندا هي “الرائدة” بين الدول الأوروبية في تأمين وصول المقاتلين إلى أوكرانيا، تليها رومانيا وبريطانيا.
ومنذ بدء تدخل موسكو في أوكرانيا في 24 فبراير، سافر آلاف المتطوعين الأجانب معظمهم من الأوروبيين، إلى هذا البلد لمساعدة القوات في كييف.
وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنه إذا كان هناك مرتزقة، فهم في الجانب الروسي وتشير خصوصا إلى وجود عناصر من مجموعة فاغنر، التي انتشر جنودها في عدد من الدول منها سوريا وليبيا ومالي.
وتزامنا، قال حاكم إقليم لوغانسك الأوكراني للإذاعة الرسمية، إن مدينة ليسيتشانسك بشرق البلاد تعرضت لقصف مكثف من القوات الروسية، الجمعة، وسقط كثير من القتلى.
وتقع ليسيتشانسك على الجهة المقابلة من نهر سيفرسكي دونيتس لمدينة سيفيرودونيتسك التي شهدت خلال الأسابيع الماضية بعضا من أكثر معارك الشوارع وحشية خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال إن القوات الروسية لم تنجح في السيطرة على سيفيرودونيتسك واستمر القتال هناك، الجمعة.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن قواتهم لا تزال صامدة في سيفيرودونيتسك بإقليم لوغانسك المجاور والتي شهدت أسوأ قتال في الآونة الأخيرة، لكن من المستحيل إجلاء أكثر من 500 مدني محاصرين في مصنع كيماويات بسبب القصف والقتال العنيف.
ومع احتدام الحرب في شرق أوكرانيا، تلقت كييف دفعة كبيرة عندما أوصى الاتحاد الأوروبي بأن تصبح مرشحا للانضمام إلى التكتل، فيما سيكون تحولا جيوسياسيا مثيرا في أعقاب العملية الروسية.
من المتوقع أن يصدق زعماء الاتحاد الأوروبي على توصيات اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الخاصة بأوكرانيا ومولدوفا المجاورة، والتي تم الإعلان عنها الجمعة، في قمة تعقد الأسبوع المقبل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على “تويتر” إن شجاعة الأوكرانيين أوجدت الفرصة لأوروبا “لإنشاء تاريخ جديد من الحرية، وأن تزيل أخيرا المنطقة الرمادية في أوروبا الشرقية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا”.