انضمت سلطات زابوريجيا الانفصالية الأربعاء الى لائحة المطالبين بضم المنطقة رسميا إلى روسيا. وكان حاكم لوغانسك الموالي لروسيا، طلب في وقت سابق من اليوم، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم المنطقة رسميا، كما طلب حاكم خيرسون من الرئيس الروسي رسميا بضم المنطقة إلى روسيا.
وقال الزعيم الانفصالي الموالي لروسيا، ليونيد باسيتشنيك، في نص نُشر على “تليغرام”: “عزيزي فلاديمير فلاديميروفيتش.. أطلب منك النظر في مسألة انضمام جمهورية لوغانسك الشعبية إلى روسيا كعضو في روسيا الاتحادية”، ووجه رسالة مماثلة إلى فلاديمير سالدو الذي يترأس إدارة الاحتلال في خيرسون المحتلة في جنوب أوكرانيا.
وبينما تخطط الولايات المتحدة لإصدار قرار بالأمم المتحدة يدين الاستفتاءات التي أجرتها روسيا لضم أراضٍ أوكرانية، أعلنت سلطات دونيتسك عن النتيجة النهائية لاستفتاء المواطنين للانضمام إلى روسيا، في وقت سابق اليوم. وأفاد مراسل “العربية” و”الحدث” أن النتيجة سجلت نسبة 99.23% من أصوات الناخبين يرغبون بالانضمام إلى الاتحاد الروسي.
أما المقاطعات الأخرى، بحسب مراسلنا، فقد سجلت مقاطعة لوغانسك نسبة 98.42% من أصوات الناخبين يرغبون بالانضمام إلى روسيا، فيما سجلت مقاطعة زابوريجيا نسبة 93.1%، بينما سجلت مقاطعة خيرسون نسبة 87.5% من أصوات الناخبين يرغبون الانضمام إلى روسيا.
وقالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء أن الاستفتاءات “أحادية الجانب” في
المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا ستجعل إحياء الجهود الدبلوماسية أكثر صعوبة.
وفي مكالمة هاتفية، كرر أردوغان عرضه للتوسط بين كييف وموسكو لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا النووية.
وقال مسؤولون أميركيون يوم الثلاثاء إن واشنطن تجهز أيضا جولة جديدة من العقوبات على روسيا في حالة ضمها للأراضي الأوكرانية، إضافة إلى حزمة أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار لكييف سيتم الإعلان عنها قريبا.
وأجريت عمليات التصويت، التي تم ترتيبها على عجل، على مدار خمسة أيام في أربع مناطق هي دونيتسك ولوغانسك في الشرق وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب، والتي تشكل معا نحو 15% من الأراضي الأوكرانية.
من جهتها، قالت أوكرانيا إن التصويت الذي أجرته موسكو في أربع مناطق أوكرانية بشأن الانضمام لروسيا “باطل ولا قيمة له” وإن كييف ستواصل جهودها لتحرير أراضيها التي تحتلها القوات الروسية. وحثت وزارة الخارجية الأوكرانية شركاءها الدوليين على فرض عقوبات جديدة صارمة على موسكو وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية إلى كييف، وقالت الوزارة في بيان “أوكرانيا لن توافق بتاتا على أي إنذارات”.
بالمقابل، قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) إن المجلس قد يبحث ضم تلك المناطق في الرابع من أكتوبر.
وقال دميتري ميدفيديف، الرئيس السابق للبلاد والذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي، عبر تليغرام “النتائج واضحة. أهلا بكم في وطنكم، في روسيا!”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء: “هذه المهزلة في الأراضي المحتلة لا يمكن حتى وصفها بأنها محاكاة لاستفتاء”.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، خلال اجتماع لمجلس الأمن إن بلادها ستقدم قرارا في المجلس يحث الدول الأعضاء على عدم الاعتراف بأي تغيير في وضع أوكرانيا وإلزام موسكو بسحب قواتها.
ويمكن لروسيا استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار في مجلس الأمن، لكن المبعوثة الأميركية قالت إن ذلك سيدفع واشنطن إلى إحالة القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال سفير روسيا لدى المنظمة، فاسيلي نيبينزيا، في الاجتماع إن الاستفتاءات أجريت بشفافية وبما يتماشى مع المعايير الانتخابية.
وإذا ضمت روسيا المناطق الأوكرانية الأربع، يمكن لبوتين أن يصور أي محاولة أوكرانية لاستعادتها على أنها هجوم على روسيا نفسها.
وقال بوتين الأسبوع الماضي إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن “وحدة أراضي” بلاده.
لكن ميخايلو بودولاك مستشار زيلينسكي قال إن كييف لن تتأثر بالتهديدات النووية أو استفتاءات الضم وستواصل خطتها لاستعادة كل أراضيها التي احتلتها القوات الروسية الغازية.
وأضاف أن الأوكرانيين الذين ساعدوا في تنظيم الاستفتاءات سيواجهون اتهامات بالخيانة وعقوبة السجن لمدة خمس سنوات على الأقل. ولن يعاقب الأوكرانيون الذين أجبروا على التصويت.
ولا تخضع أي من المناطق الأربع التي أجريت فيها الاستفتاءات بالكامل لسيطرة موسكو، وأعلنت القوات الأوكرانية تحقيق مزيد من التقدم منذ هزيمة القوات الروسية في منطقة خاركيف هذا الشهر.
ووصف زيلينسكي منطقة دونيتسك في الشرق بأنها لا تزال تمثل أولوية استراتيجية لبلاده ولروسيا أيضا، مشيرا إلى معارك عنيفة في العديد من البلدات.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إن القوات الروسية قصفت سبع بلدات في دونيتسك.
وقال الجيش إن 20 بلدة في منطقة زابوريجيا في جنوب وسط أوكرانيا و35 بلدة وقرية في منطقة خيرسون في الجنوب تعرضت أيضا للقصف.