مبادرة جديدة من قادة مجموعة السبع لمواجهة “الإكراه الاقتصادي”

نبّه قادة مجموعة السبع، السبت، إلى أن أي محاولات “تسليح” للتجارة ولسلاسل التوريد “ستفشل وستواجه عواقب”، في تحذير مبطّن إلى الصين بشأن ممارستها الاقتصادية.

وقالت المجموعة في بيان لم تذكر فيه الصين بشكل مباشر “إن محاولات تسليح التبعيات الاقتصادية من خلال إجبار أعضاء مجموعة السبع وشركائنا، بمن فيهم الاقتصادات الصغيرة، على الاستجابة والامتثال سيفشل وسيواجه عواقب”.

وقال القادة: “نحث الصين على دعم سلام شامل وعادل ودائم على أساس وحدة الأراضي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك من خلال حوارها المباشر مع أوكرانيا”.

ودعا القادة إلى الحل السلمي لقضايا تايوان مع الصين، كما عبروا عن الاستعداد لبناء علاقات “بناءة ومستقرة” مع بكين.

وذكر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان، إن مجموعة السبع ستتفق على “مجموعة مشتركة من الأدوات” لمكافحة “الإكراه” الاقتصادي والحد من مخاطر تقويض صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين للأمن القومي، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

من جانبها، حذرت سفارة الصين في بريطانيا دول مجموعة السبع، اليوم السبت، من أن أي أقوال أو أفعال تضر مصالح بكين ستقابل “بإجراءات مضادة قوية وحازمة”.
إحداث توازن

ووجه زعماء العالم عملية إحداث توازن عالية المخاطر، حيث يتطلعون إلى معالجة مجموعة من المخاوف العالمية التي تتطلب اهتمامًا عاجلاً، بما في ذلك تغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، والفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي، والانتشار النووي، وقبل كل شيء، الحرب في أوكرانيا.

والصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تقع في بؤرة العديد من تلك المخاوف.

وهناك قلق متزايد في آسيا من أن بكين، التي تعمل بشكل مطرد على بناء برنامج أسلحتها النووية، قد تحاول الاستيلاء على تايوان بالقوة، ما قد يؤدي إلى صراع أوسع.

وتزعم الصين أن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي هي أراض خاصة تابعة لها وترسل بانتظام السفن والطائرات الحربية بالقرب منها.

وحذرت مجموعة السبع من أن “التسريع في بناء ترسانتها النووية دون شفافية أو حوار هادف يشكل مصدر قلق للاستقرار العالمي والإقليمي”.

وقال سوليفان عن البيان “نسعى للتعاون مع الصين في الأمور ذات الاهتمام المشترك. وسنعمل على معالجة مخاوفنا المهمة التي لدينا مع الصين في مجموعة من المجالات”، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.

وكشف بيان القادة أن كوريا الشمالية- التي كانت تختبر صواريخ بوتيرة سريعة في محاولة لتعزيز برنامج نووي يهدف إلى استهداف البر الرئيسي للولايات المتحدة- يجب أن تتخلى تمامًا عن طموحاتها بشأن الحصول على قنبلة نووية، “بما في ذلك أي تجارب أو عمليات إطلاق نووية أخرى تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
دعم أوكرانيا

في سياق متصل، أعلنت مجموعة السبع، اعتزامهم مواصلة دعم أوكرانيا دبلوماسيا وماليا وإنسانيا وعسكريا، بالإضافة على اتخاذ تدابير لـ”زيادة تكاليف” روسيا ومن يدعمونها على خلفية الأوضاع حول أوكرانيا.

وأفاد البيان: “نؤكد دعمنا الثابت لأوكرانيا مهما طال الأمر من أجل إقامة سلام شامل وعادل ودائم “. بالإضافة إلى ذلك، ينص البيان على زيادة” الدعم الدبلوماسي والمالي والإنساني والعسكري”.

ويعد الضوء الأخضر للتدريب على مقاتلات (إف- 16) أحدث تحول من قبل إدارة بايدن، حيث تتحرك لتسليح أوكرانيا بأسلحة أكثر تقدمًا وفتكا بعد قرارات سابقة بإرسال أنظمة قاذفات صواريخ ودبابات أبرامز.

وأصرت الولايات المتحدة على أنها ترسل أسلحة إلى أوكرانيا للدفاع عن نفسها، كما أنها أحبطت هجمات أوكرانيا على الأراضي الروسية.
النزاع في السودان

وتطرق البيان إلى النزاع في السودان، إذ دعا قادة مجموعة السبع جميع الجهات الفاعلة في السودان إلى نبذ العنف واتخاذ خطوات فعالة للحد من التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين.

وقال القادة في البيان “يجب على أطراف الصراع أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وأن تضمن سلامة الجميع المدنيين ، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني وعدم إعاقة أو تقييد إيصال المواد المنقذة للحياة”.

وعبر القادة عن الالتزام بدعم عمليات الاستجابة في السودان وعبر شرق وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل للاجئين.

ويشهد السودان اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي، ما أسفر عن مئات الضحايا.
الأزمة السورية

وبشأن الأزمة السورية، أكد قادة مجموعة السبع التزامهم “الشديد بعملية سياسية شاملة” تيسرها الأمم المتحدة وتتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وقال البيان “نؤكد مجددا أنه لا ينبغي للمجتمع الدولي أن ينظر في التطبيع والمساعدة في إعادة الإعمار إلا عندما يتحقق تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي”.

وأضاف البيان “نعرب عن دعمنا المستمر لعمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ونلتزم بمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية وانتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

ودعا البيان إلى الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية “دون عوائق” إلى جميع السوريين، لا سيما من خلال مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود “التي لا يوجد بديل لها”.

وفيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية، قال قادة مجموعة السبع إن على الإسرائيليين والفلسطينيين الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية والتحريض على العنف.

ودعا القادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات لبناء الثقة لتحقيق حل الدولتين، كما أكدوا أنهم سيواصل دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
إيران

ودعت مجموعة السبع إيران للتخلي عن دعم روسيا في سياق الأزمة الأوكرانية، والامتناع عن تزويد موسكو بأي أسلحة.

وأفاد بيان القمة: “على إيران التوقف عن دعم حرب روسيا العدوانية ضد بأوكرانيا”. وفي هذا السياق، دعا قادة مجموعة السبع إيران للامتناع عن تزويد روسيا بطائرات مسيرة، تُستخدم لمهاجمة البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

كما زعمت مجموعة السبع أن إيران تقوم بأعمال مزعزعة للاستقرار، متهمة طهران بنقل الصواريخ والطائرات المسيرات والتقنيات المرتبطة بها إلى “جهات حكومية وغير حكومية” وكذلك إلى “مجموعات تعمل بالوكالة”.

وذكروا أن مثل هذه الأعمال تتعارض مع قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2231 و 2216. ومن ناحية أخرى، شدد قادة المجموعة على أهمية ضمان الأمن البحري في الممرات المائية للشرق الأوسط، داعين إيران إلى عدم التدخل في الممارسة المشروعة لحرية الملاحة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate