أعلنت شرطة العاصمة في لندن، في بيان لها، أن مواطنًا نمساويًا يدعى ماغوميد حسين دتيف تمت محاكمته أمام محكمة في وستمنستر، اليوم الاثنين 13 فبراير (شباط)، بتهمة محاولة تنفيذ عملية إرهابية ضد مقر “إيران إنترناشيونال” .
وبحسب البيان الذي نشرته شرطة لندن، فقد ألقت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية القبض على هذا المشتبه به أول من أمس السبت 11 فبراير (شباط).
واتهمته المحكمة بمحاولة جمع معلومات لتنفيذ عمليات إرهابية.
هذا وكانت سلطات النظام الإيراني قد هددت “إيران إنترناشيونال” وموظفيها، عدة مرات، وتصاعدت هذه التهديدات بشكل كبير بعد تغطية انتفاضة الشعب الإيراني في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق، وتحديدا يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، أفادت “إيران إنترناشيونال” بتهديد فوري بالقتل ضد اثنين من صحافييها في بريطانيا من الحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت هذه القناة الإخبارية المستقلة الناطقة باللغة الفارسية ومقرها المملكة المتحدة، في بيان لها، أن موظفيها أُبلغوا بالتهديدات الموجهة ضدهم من قبل شرطة العاصمة.
وجاء في بيان “إيران إنترناشيونال”: “صحافيونا يتعرضون لمضايقات على مدار 24 ساعة في اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذه التهديدات ضد حياة الصحافيين البريطانيين- الإيرانيين العاملين في المملكة المتحدة تمثل تصعيدًا كبيرًا وخطيرًا لحملة النظام لترويع الصحافيين الإيرانيين العاملين خارج البلد”.
وجاء في جزء آخر من البيان: “هذا التهديد بالقتل على الأراضي البريطانية يأتي بعد عدة أسابيع من التحذيرات من قبل الحرس الثوري الإيراني والنظام الإيراني بشأن أنشطة وسيلة إعلام حرة ناطقة بالفارسية وغير خاضعة للرقابة تعمل في لندن”.
ويأتي الكشف عن هذه المعلومات في حين لم يقدم مسؤولو الشرطة البريطانية تفاصيل كثيرة حول مصدر التهديدات ضد صحافيي “إيران إنترناشيونال” ومكتبها في لندن.
لكن وفقًا للتفاصيل التي قدمها المصدر الأمني في “إيران إنترناشيونال”، فإن المسؤول عن هذه العملية هو روح الله بازقندي، وقد أرسلت المجموعة نفسها الخاضعة لإشرافه، فريق الاغتيال إلى بريطانيا لتهديد حياة موظفي “إيران إنترناشيونال” وعائلاتهم.
كما أعلنت القناة 11 في تلفزيون إسرائيل في وقت سابق أن الموساد، ووكالة الأمن الداخلي البريطانية، أبلغتا منظمة عمليات مكافحة التجسس والعمليات الأمنية (إم آي 5) بالتهديد الذي يتعرض له المواطنون الإيرانيون في المملكة المتحدة، وخاصة الصحافيين العاملين في “إيران إنترناشيونال”.
وبحسب تقرير هذه القناة التلفزيونية، فإن المعلومات التي قدمها الموساد للأجهزة الأمنية البريطانية حالت دون وقوع هجوم إرهابي للنظام الإيراني على المواطنين الإيرانيين في بريطانيا وخاصة التهديد المباشر ضد صحافيي “إيران إنترناشيونال”.
كما أعلن كين ماكالوم، رئيس “إم آي 5″، أن إيران حاولت قتل أو اختطاف ما لا يقل عن 10 مواطنين إيرانيين على الأراضي البريطانية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقد انعكس التهديد الذي يتعرض له صحافيو “إيران إنترناشيونال” على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية، بما في ذلك “بي بي سي الدولية”، و”سي إن إن”، و”ديلي تلغراف”، ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية.
وندد ديفيد راتلي، مساعد وزير الخارجية البريطاني للشؤون البرلمانية، بتهديد الحرس الثوري الإيراني للصحافيين الإيرانيين في المملكة المتحدة، ردًا على سؤال بعض نواب هذا البلد.
وأكد أن بريطانيا تفرض مجموعة من العقوبات ضد النظام الإيراني وأن هذه العقوبات تحد من أنشطة هذا النظام المزعزعة للاستقرار.
وفي غضون ذلك، وصف ميشيل ستانيستريت، الأمين العام للاتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا وأيرلندا، تهديدات الحرس الثوري الإيراني بقتل صحافيي “إيران إنترناشيونال” بأنها “صادمة وقاسية”.
وقال ستانيستريت: “الضغط على الصحافيين وعائلاتهم بغيض، ومن الواضح أنه مصمم لبث الخوف والرعب وله تأثير رهيب على حرية الإعلام”.
لكن في أعقاب الانعكاس الواسع وردود الفعل العالمية المستمرة على الكشف عن عملية أجهزة استخبارات النظام الإيراني ضد قناة “إيران إنترناشيونال” في الأراضي البريطانية، هدد وزير المخابرات الإيراني، إسماعيل خطيب بأن بريطانيا “ستدفع ثمن أفعالها لجعل دولة إيران العظيمة غير آمنة”.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تثار فيها تهديدات النظام الإيراني ضد وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في بريطانيا.
وقبل 3 سنوات، وفي أعقاب احتجاجات نوفمبر 2019، طالب اتحاد الصحافيين البريطانيين، في بيان له يدين التهديدات ضد موظفي “إيران إنترناشيونال”، والقسم الفارسي لـ”بي بي سي”، طالب النظام الإيراني بوقف حملة المضايقات بحق الصحافيين الإيرانيين.
وفي الوقت نفسه، أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين عن حالات مماثلة، قائلاً إن صحافيين إيرانيين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك تعرضوا للمضايقة والتهديد بنفس الطريقة.