بعد أن حصلت على أعلى الأصوات والمقاعد بالانتخابات، بدأت الكتلة الصدرية جولتها التفاوضية الجادة مع القوى الفائزة الأخرى بهدف تشكيل حكومة عراقية جديدة.
الكتلة الصدرية تتفاوض الآن مع تحالف “تقدم” الذي يملك 37 مقعداً في البرلمان، والحزب الديمقراطي الكردستاني بـ 31 مقعداً لتشكيل الحكومة القادمة، وقد ينضم لهم ائتلاف دولة القانون بعد اتفاق الجانبين على آلية الحوار ضمن سقف أو محددات الدولة القادمة وفقا لوكالة “شفق نيوز”.
أضاف المصدر أن إعلان مفوضية الانتخابات النتائج النهائية كان بمثابة إعلان لبدء حوارات وتفاهمات بشأن تشكيل الحكومة القادمة.
كما أن هذه الحوارات تجري بسرية تامة دون الإعلان عنها رسمياً، لحين مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج والتي قد تصدر خلال أيام قريبة.
وكشفت وكالة “شفق نيوز” نقلا عن مصدر سياسي أنه من المقرر أن يشهد منزل رئيس تحالف الفتح هادي العامري في بغداد اجتماعاً يجمع بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وبين قيادات الإطار التنسيقي الشيعي، على رأسهم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. بحسب المصدر، ستقام المأدبة لمصالحة الطرفين.
وبحسب المكتب الصحافي للمالكي، فإن المجتمعين لن يناقشوا موضوع رئاسة الوزراء، بل سيناقشون ما إذا كانت المحكمة الاتحادية ستلغي الانتخابات أم تأمر بإعادة عد وفرز الأصوات.
كما أن الإطار التنسيقي يريد معرفة موقف الصدر في حال قررت المحكمة الاتحادية إلغاء نتائج الانتخابات والأمر بإعادتها.
وفي أول رد لزعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، الثلاثاء، على إعلان المفوضية العليا للانتخابات النتائج النهائية للانتخابات التي جرت في 10 أكتوبر الماضي، فقد كتب على حسابه في تويتر: “شكراً لمفوضية الانتخابات”.
ويترقب العديد من العراقيين أن يفتح البرلمان الجديد باب أمل ولو ضئيلا من أجل إحداث تغيير في البلاد، بعيدا عن محاصصة العديد من الأحزاب وفسادها.
برهم صالح: أهمية استثنائية للبرلمان الجديد
وفي السياق، استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، اليوم الخميس وفداً ضمَّ نواباً مستقلين، حيث جرى بحث الأوضاع العامة في البلاد.
وتم خلال اللقاء بحث الاستحقاقات الوطنية المقبلة، حيث تم التأكيد على أن استقرار البلد وحماية أمن المواطنين أولوية قصوى، والشروع في عملية إصلاحات واستكمال الملفات المتعلقة بالأوضاع المعيشية والخدمية المرتبطة بشكل وثيق مع احتياجات المواطنين.
وأكّد الرئيس برهم صالح، أن مجلس النواب الجديد يكتسب أهمية كبيرة واستثنائية كونه جاء بعد انتخابات مبكرة استجابةً لرأي عام وطني واسع يطالب بالإصلاح وتحسين الأوضاع العامة في البلد، وذلك يستدعي تكاتف الجميع ورص الصف الوطني من أجل الشروع في هذه الاستحقاقات الكبرى، وتشكيل حكومة مقتدرة فاعلة تعكس تطلعات العراقيين.