مشارح السودان تستغيث.. جثث مكدسة متحللة تعقد الوضع

على الرغم من الهدنة السادسة التي أعلن عنها مؤخراً، لمدة 72 ساعة، فإن الاشتباكات لم تتوقف في العاصمة السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

رغم ذلك، تساعد الهدن المسعفين على تقديم الدعم الطبي للمستشفيات، وتحديد مسارات آمنة لوصول المساعدات الطبية، فإنها لم تعد كافية لحل المعضلة الأكبر.

المعضلة الأكبر

فقد شهدت المشارح في العاصمة السودانية الخرطوم أزمة تكدس منذ ما قبل اندلاع الاقتتال الحالي مع انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف الدكتور محجوب بابكر، عضو المجلس الاستشاري للطب العدلي، في تصريح لـ”الحدث”، أن انقطاع الكهرباء قادة لتحلل عدد من الجثث وإغلاق لعض المشارح خلال أوقات سابقة بسبب الاكتظاظ وأعطاب ثلاجات حفظ الموتى.

ولفت إلى أن أزمة المشارح أزمة قديمة كانت اندلعت قبل هذه الأحداث، لكنها تفاقمت مع الاقتتال الأخير.

كما تابع أنه ومع اندلاع الاشتباكات في عدة مناطق في العاصمة الخرطوم تواصل انقطاع الكهرباء لساعات طوال مع شح الوقود، ما أدى لتراكم الجثث إلى حد كبير.

وكشف كذلك عن وضع قاتم تعيشه المشارح وسط أوضاع مزرية، في حين توقف جلها بشكل كامل بسبب الوضع.

جثث كثيرة لا يمكن تغطيتها

أتت هذه التطورات بعد ساعات من إعلان الناطق باسم الهلال الأحمر السوداني، أسامة أبو بكر، في مداخلة مع “العربية/الحدث”، الاثنين، بأن الهدنة السارية حالياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ساعدت المسعفين على تقديم الدعم الطبي للمستشفيات، مضيفاً أنهم باتوا يعملون على تحديد مسارات آمنة لوصول المساعدات الطبية.

كما اعتبر أبو بكر أن جثامين قتلى الاشتباكات تمثل مشكلة كبرى، موضحاً أن هناك مئات الجثث وآلاف المصابين جراء القتال، حيث تشير التقديرات لوجود نحو 500 جثة لقتلى الاشتباكات.

وأشار إلى وجود عجز في قدرة المستشفيات على استيعاب أعداد المصابين، داعيا لتجديد الهدنة بشكل مستمر لتسهيل عمل منظمات الإغاثة.

أكثر من 500 قتيل

ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، خرج آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم نحو ولايات أكثر أمناً، كما توجه الآلاف أيضا نحو دول مجاورة ومنها مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وغيرها، بحثاً عن ملاذ آمن مؤقت.

فيما حصد القتال أكثر من 500 قتيل ونحو 5000 جريح، حسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية.

كما شهدت البلاد موجة إجلاء واسعة للرعايا الأجانب من قبل العديد من البلدان الغربية والعربية، وكانت السعودية في مقدمتها.

وحتى الساعة اتفق الطرفان المتحاربان بوساطة دولية وإقليمية على 6 هدن، إلا أن جميعها خرقت وتخللتها اشتباكات وانتهاكات لوقف إطلاق النار. بينما تقاذف الجانبان تحميل المسؤولية.

في حين يرتقب أن يلتقي موفدان من القوتين العسكريتين الكبيرتين خلال الساعات المقبلة من أجل بحث وقف دائم لإطلاق النار، بمبادرة سعودية، بحسب ما أكد المبعوث الأممي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate