تشهد الحرب الروسية الأوكرانية، السبت، يوماً جديداً من الاقتتال والتصعيد، حيث تحاول القوات الروسية تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض، فيما تحاول كييف استعادة وتيرة الإمدادات العسكرية من الغرب كما كانت قبل اندلاع الحرب في غزة، حيث تأثرت تلك الإمدادات كثيرا، وباتت بلدة أفدييفكا الصناعية المحاصرة بالكامل تقريبا آخر مركز رئيسي للمعارك.
وفي آخر التطورات الميدانية، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن المظليين الروس باستخدام طائرة “لانسيت” هاجموا بنجاح القوات المسلحة الأوكرانية على الضفة اليمنى لنهر الدنيبر في منطقة خيرسون، مما أدى إلى عدد من المركبات المائية والمعدات العسكرية الأوكرانية.
وبحسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك”، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن “أطقم طائرات الاستطلاع بدون طيار التابعة للمظليين الروس اكتشفت زورقًا مائيًا على الضفة اليمنى لنهر الدنيبر، حيث تم تحميل الأفراد لنقلهم إلى الضفة اليسرى للهبوط”.
وأضافت الدفاع: “دمر المشغلون جميع الأهداف، بما في ذلك العديد من الزوارق المسيرة، وشاحنة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفراد والعتاد للتشكيلات الأوكرانية”.
وكانت روسيا قد أكدت أن جنودها يتقدّمون في كافة مناطق الجبهة الأوكرانية رغم إشارة المراقبين إلى عدم وجود أي تحرك يذكر.
ورغم أن الخطوط الأمامية بقيت على حالها تقريبا في 2023، تواصل القتال العنيف، إذ باتت بلدة أفدييفكا الصناعية المحاصرة بالكامل تقريبا آخر مركز رئيسي للمعارك، فيما تؤكد كييف أنها تصد الهجمات الروسية.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الجمعة: “يتحرّك جنودنا بكفاءة وحزم، إذ يحتلون موقعا أفضل ويوسعون مناطق سيطرتهم في كافة الاتجاهات”.
وأضاف في إيجاز أمام كبار القادة العسكريين أن الجنود الروس “يلحقون أضرارا بالغة بالقوات المسلحة الأوكرانية ويخفضون بشكل كبير قدراتها القتالية”.
وترسل موسكو جنودا ومعدات إلى أفدييفكا في مسعى لمحاصرة البلدة التي تعد مركزا صناعيا والسيطرة عليها.
ويشير محللون إلى أن قوات موسكو حققت مكاسب تدريجية، وإن تمّ ذلك بكلفة بشرية هائلة، بينما تؤكد أوكرانيا أن قواتها تواصل صد الهجمات الروسية.
وتقع البلدة التي كانت تعد في الماضي حوالي 30 ألف نسمة على الخطوط لأمامية منذ العام 2014 وهي جزء من منطقة دونيتسك التي أعلن الكرملين ضمّها مع ثلاث مناطق أخرى.
سقطت في أيدي الانفصاليين المدعومين من روسيا عام 2014، وقضت أوكرانيا السنوات التسع الماضية وهي تعزز الدفاعات وتنشئ خنادق لحمايتها.
يذكر أن أوكرانيا تواجه صعوبة في استعادة مناطق من قبضة روسيا هذا العام رغم إطلاقها هجوما مضادا في يونيو بعد حصولها على أسلحة غربية.
وأعلنت كييف الشهر الماضي أنها دفعت القوات الروسية للتراجع بضعة كيلومترات عن ضفاف نهر دنيبرو، وهو أمر سيشكّل في حال تأكيده أول تقدّم كبير منذ أكثر من 12 شهرا.
وقبيل حلول شتاء قاس آخر، تسعى أوكرانيا لمواجهة الحديث عن تململ شركائها الغربيين، خشية تراجع المساعدات بحال امتد الجمود طويلا.
وتركت الضربات الروسية على البنى التحتية الأوكرانية للطاقة العام الماضي، الملايين في البرد والظلام لمدة طويلة.