نشرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية تقريرا عن المواطنين الذين فقدوا إحدى العينين أو كلتيهما خلال الاحتجاجات العارمة في إيران بعد استهدافهم برصاص الخرطوش من قبل عناصر القمع، متوقعة أن يكون استهداف عناصر الأمن لأعين وأوجه المتظاهرين خطة “ممنهجة”.
وأعلنت المنظمة في تقريرها اليوم الجمعة 3 فبراير (شباط) الذي حصلت عليه من 3 مستشفيات بطهران والمراكز العلاجية بكردستان، غربي إيران، أعلنت أن 580 شخصا على الأقل تعرضوا لإصابات في أعينهم خلال الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام.
وجاء في التقرير أن أطباء عيون في 3 مستشفيات بطهران، وهي: “مستشفى فارابي، ومستشفى رسول أكرم، ومستشفى لبافي نجاد”، استقبلوا أكثر من 500 مريض أصيبوا في العيون خلال الاحتجاجات.
وأضافت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن الأطباء في كردستان أعلنوا عن قبول 80 حالة إصابة في العين على الأقل بهذه المحافظة.
وتضمن التقرير أسماء وتفاصيل 22 شخصا فقدوا خلال الاحتجاجات الشعبية إحدى أو كلتا العينين.
ولفت تقرير المنظمة إلى كثرة التقارير المتعلقة بإطلاق النار الممنهج من قبل عناصر الأمن الإيرانية على أوجه ورؤوس المحتجين مما أدى إلى فقدان بصر العديد منهم، لا سيما الفتيات الإيرانيات.
وقالت المنظمة إن استهداف أوجه وأعين المشاركين في التجمعات الاحتجاجية في الأشهر الأخيرة، حدث في معظم مدن إيران.
واستناداً إلى هذه الحالات، توقعت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن تكون هذه الإجراءات غير الإنسانية وغير القانونية التي تقوم بها المؤسسات الأمنية لقمع الاحتجاجات الشعبية عبر استهداف أعين المتظاهرين، أمرا ممنهجا.
من جهته، أكد محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أن “الكشف عن أبعاد الجرائم من خلال توثيقها” يعتبر إحدى أهم الخطوات في مسار المطالبة بالعدالة وتحقيقها لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال: “هذا الأمر يتطلب تعاونا ومشاركة من جميع المواطنين. وعلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، والقوى القمعية الخاضعة لقيادته أن يعلموا أنه لن يتم تجاهل أي جريمة من جرائمهم ويجب محاسبتهم على جميع الجرائم”.
كما أشار إمام أهل السنة في زاهدان، عبدالحميد إسماعيل زاهي، اليوم الجمعة، إلى إصابة 300 مواطن من سيستان- بلوشستان في جمعة زاهدان الدامية، وقال إن 15 منهم فقدوا إحدى العينين أو كلتيهما خلال هجوم عناصر الأمن.
يشار إلى أنه خلال الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام الإيراني تعرض المئات من المحتجين لإصابات في أعينهم برصاص الخرطوش أو بكرات معدنية.
وسبق أن أعلنت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن أطباء عيون في مستشفيات الفارابي، ورسول أكرم، ولبافي نجاد بطهران، وكذلك عن أطباء في محافظة كردستان، غربي البلاد، أعلنت أن نحو 580 متظاهراً أصيبوا بجروح خطيرة في العين.
وكشف تقرير لصحيفة “الغارديان” نشرته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن قوات الأمن الإيرانية، تتعمد استهداف أوجه وأثداء والأعضاء التناسلية للنساء المتظاهرات في الاحتجاجات التي تعرفها البلاد منذ أسابيع، بحسب مقابلات أجرتها مع مسعفين وأطباء.
وقال عدد من الأطباء والممرضين الذين عالجوا ضحايا المظاهرات، أنهم سجلوا هذه الممارسة لأول مرة بعد أن لاحظوا أن الجروح التي تتعرض لها النساء في الاحتجاجات، تختلف عن إصابات الرجال، والتي غالبا ما تكون على مستوى الرجل أو الأرداف أو الظهر.