يبدو أن الخلافات حول الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في حماس، انتقلت من كواليس الخارجية الأميركية إلى أروقة الكونغرس.
فقد أعلن ثلاثة من المساعدين العاملين في الكونغرس الأميركي، أنهم لم يعودوا يشعرون بالارتياح للبقاء صامتين على ما يدور من حرب في قطاع غزة أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين.
وأوضح المساعدون الثلاثة الذين رفضوا جميعاً ذكر أسمائهم، أن ناخبيهم يطالبون بوقف إطلاق النار، داعين رؤساءهم إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن والوقف الفوري للتصعيد الآن، وفق ما نقلت “نيويورك تايمز”.
والمساعدون في الكونغرس هم الأشخاص الذين يعملون لصالح المشرعين المهمين، ويطلعونهم على التشريعات، حيث يعتمد أعضاء الكونغرس (الشيوخ والنواب) على مساعدين لمساعدتهم في مسؤولياتهم.
كذلك يلعب المساعدون عادةً دوراً مهماً خلف الكواليس في تقديم المشورة وتوجيه المواقف السياسية للمشرعين.
خلاف علني!
لكن مظاهر الخلاف العلنية الكبيرة، بما في ذلك الإضراب الذي حدث الأسبوع الماضي في مبنى الكابيتول وموجة من الرسائل المفتوحة إلى المشرعين، تعكس انقساماً عميقاً بين الديمقراطيين حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه انتقاد الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ومع احتدام النقاش السياسي المتوتر في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي مجلسي الشيوخ والنواب، يتجادل المسؤولون المنتخبون حول المساعدات الطارئة لإسرائيل، وما هي الشروط التي يجب أن تأتي معها.
كما تجري مناقشات شخصية ومشحونة بالعاطفة من نواحٍ عديدة داخل مكاتب أعضاء الكونغرس.
لكن العديد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، ومعظمهم تحت سن 35 عاماً، وجدوا أنفسهم في خلاف صارخ مع رؤسائهم وإدارة بايدن بشأن قضية تمس جوهر قيمهم، وفقاً لمقابلات مع أكثر من عشرة مساعدين.
والاستراتيجيون، الذين تحدث معظمهم بشرط عدم استخدام أسمائهم خوفاً من تعريض وظائفهم للخطر والتسبب في هجمات شخصية، قالوا إنهم كافحوا للتوفيق بين قناعاتهم الشخصية والتزاماتهم المهنية، والتي تتطلب بحكم تعريفها أن يحتفظوا بآرائهم لأنفسهم وأن يدافعوا بحماس عن موقف عضو الكونغرس الذي يوظفهم.
“مدافعون عن إسرائيل”
وكان بعض المساعدين الديمقراطيين في الكونغرس صريحين في دفاعهم عن إسرائيل، على النقيض من زملائهم في العمل الذين يتحدون رؤساءهم والذين شعروا عموماً بأنهم مضطرون إلى عدم الكشف عن هويتهم علناً.
جدير بالذكر أن الغالبية العظمى من المشرعين في كلا الحزبين السياسيين رفضت الدعوات لوقف إطلاق النار، قائلين إن إسرائيل لها الحق في ملاحقة حماس بعد هجومها الذي قُتل فيه 1200 شخص واحتجز أكثر من 200 رهينة.
في حين يرى العديد منهم أن وقف النار لن يؤدي إلا إلى تشجيع حماس والسماح لها بإعادة تجميع صفوفها.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، وقع المئات من الموظفين على رسائل تدعو أعضاء الكونغرس إلى الموافقة على وقف إطلاق النار.
وظهر العشرات في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك على بعد خطوات من البيت الأبيض حيث رفع البعض لافتات كتب عليها “الكونغرس، موظفوك يطالبون بوقف إطلاق النار”.