على مدى الساعات الماضية، تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، لقصف إسرائيلي متواصل طال عدة أحياء.
فبعد الغارات المتتالية التي طالت مقر قيادة الحزب في حارة حريك مساء أمس الجمعة، أغارت إسرائيل على مناطق أخرى في الضاحية منها بير حسن وبرج البراجنة، فضلاً عن الحدث والليلكي بالإضافة إلى الكفاءات والشويفات.
ألسنة النار تلف السماء
فيما اشتعلت ألسنة النيران الضخمة إثر الغارات التي قارب عددها الـ 40 وتصاعدت أعمدة الدخان التي انبعثت من أحياء عدة في المنطقة.
غارة في الشويفات قرب معمل غندور
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف “أهدافا استراتيجية لحزب الله تشمل مواقع إنتاج وتخزين أسلحة تحت المباني السكنية ومراكز قيادة للحزب”، وفق زعمه.
كما دعا السكان في مناطق عدة منها الليلكي وبرج البراجنة والحدث إلى مغادرة منازلهم، والابتعاد عنها 500 متر، لأنها تتواجد قرب مصالح تابعة لحزب الله، حسب قوله.
بالتزامن ساد جو من الهلع في تلك المناطق، حيث تدفق الناس إلى الشوارع والحدائق هربا من أي قصف جديد محتمل.
غموض حول نصر الله
أتت تلك التطورات الدراماتيكية، بعد قصف ما يسمى المربع الأمني لحزب الله في حارة حريك، مع تأكيد الجيش الإسرائيلي أن زعيم حزب الله، حسن نصرالله كان في الموقع، دون أن يؤكد ما إذا كان اغتيل أم لا.
في حين اكتفى المكتب الإعلامي للحزب بالقول في بيان ليل الجمعة السبت، إن “كل التصريحات بشأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لا صحة لها”، دون أن يحدد ما هي التصريحات التي يقصدها، أو يعطي أي معلومات عن حال نصرالله.
كما لم يصدر أي توضيح آخر بعد ذلك حول من استُهدف في الغارات على حارة حريك.
إلا أن مصدرا مقرباً من الحزب أفاد بأن “الأمين العام لحزب الله بخير”، وفق تعبيره.
الغارات الأعنف منذ 2006
وشكلت تلك الغارات القصف الأعنف على لبنان منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله التي استمرت 33 يوما.
فيما أحدثت الغارات دويا هائلا تردّد صداه في كامل بيروت ومحيطها، وأثار حالة من الرعب والهلع لدى السكان.
كما تسبّبت بحفر ضخمة يصل قطرها إلى خمسة أمتار، وفق ما أفادت فرانس برس. ودمّر القصف الإسرائيلي ستة أبنية تماما وسواها بالأرض، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حزب الله. لتليها سلسلة غارات أخرى على الضاحية والجنوب والبقاع (شرق).
يذكر أن المواجهات بين حزب الله وإسرائيل كانت بدأت غداة هجوم السابع من أكتوبر الذي أشعل الحرب في قطاع غزة، إذ فتح الحزب ما أسماه “جبهة إسناد” دعما لحركة حماس في غزة. وتبادل الجانبان بشكل يومي إطلاق النار إلا أن المواجهات ظلت ضمن قواعد الاشتباك إلى حد بعيد.
قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب الأسبوع الماضي إثر تفجير إسرائيل آلاف أجهزة البيجر والووكي توكي التي يستخدمها عناصر الحزب، ما خلف عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما نفذت إسرائيل عدة غارات على الضاحية، قتلت إثرها العديد من قادة حزب الله، لاسيما في وحدة الرضوان الي تعتبر وحدة النخبة في الحزب.
ومنذ يوم الاثنين الماضي، بدأت إسرائيل حملة قصف عنيف ودامٍ بعد قرار بتركيز عملياتها في الجبهة الشمالية، ما أدى إلى نزوح 118 ألف شخص خلال أيام فقط.
فيما قُتل أكثر من 1500 منذ عام، وفق السلطات اللبنانية، أكثر من نصفهم خلال الأيام الماضية.