لليوم الثاني على التوالي بعد انتهاء هدنة استمرت ثلاثة أيام، تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم باستخدام المدفعية الثقيلة والطيران الحربي، وفي إقليم دارفور.
فقد أفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم الخميس، بأن مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور تشهد توتراً كبيراً بعد عمليات حشد للقوات المسلحة من الجانبين.
معركة كبيرة
كما أشار إلى أن نذر معركة كبيرة بين الجيش والدعم السريع تلوح في الفاشر، وسط تعزيزات ضخمة يدفع بها كل من الطرفين.
بالتزامن شهد السوق الشعبي بمدينة نيالا جنوب دارفور إطلاقا كثيفا للنار، وعمليات نهب واسعة.
وقالت مصادر إن السوق شهد ترويعا للمواطنين وسرقات واسعة من قبل قوات الدعم السريع. علما أن هذا السوق يعد المنفذ الوحيد للمواطنين لقضاء حاجياتهم في نيالا بعد عمليات تخريب طالت “السوق الكبير”.
وبحسب شهود عيان، فقد تم إغلاق “السوق الكبير” بمدينة الفاشر وسط تمركز لقوات من الدعم السريع حول “الزريبة” والطريق المؤدي للسوق في وقت نزلت قوات من الجيش إلى الأحياء التي تقع شمال وشرق السوق.
ذكريات أليمة
يشار إلى أنه منذ انطلاق الصراع بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي (2023)، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية، اشتباكات قبلية متقطعة.
ويزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
التركيبة القبلية في دارفور
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، لا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.
وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع قبل شهرين.
وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية طاحنة.