أكدت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وجود وثائق تكشف عن تورط رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بالتخابر مع جهات أجنبية.
وأوضحت الهيئة في مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء، وجود وثائق أيضاً تورط الغنوشي بالاعتداء على أمن الدولة التونسية.
إلى ذلك، أشارت إلى أنها ضد المجلس الأعلى للقضاء في تونس بتركيبته الحالية، موضحة أن السلطة القضائية لا تملك أدوات القرار والاستقلال.
“العكرمي متورط بالاغتيالات”
وقالت إن القاضي العكرمي ارتكب جرائم بتورطه بملف الاغتيالات بتونس، وبعلاقته بالجهاز السري للغنوشي، لافتة إلى أنه لم يوجه أي تهم بقضية الغرفة السوداء.
بدورها، أكدت عضو الهيئة فاتن المهناوي، أن العكرمي لم يرتكب جرائم في حق قضيتي بلعيد والبراهمي فقط، بل ارتكب جرائم تمس بأمن الدولة، ووضع نفسه على ذمة جهات أجنبية بمقابل مالي.
وأضافت أن العكرمي محل تتبع قضائي في 4 قضايا بالمحكمة الابتدائية بتونس، اثنتان منها أثيرتا من طرف النيابة العمومية تتعلقان بالتدليس المادي والمعنوي وإتلاف وثائق والمشاركة في القتل العمد، كما أثيرت ضده قضية من خلال القضاء العسكري بتهم الخيانة والتجسس والمساهمة في وقف وتعطيل أعمال التنصت.
شكوى قضائية
في السياق ذاته، أكد عضو هيئة الدفاع كثير بوعلاق، أن الهيئة قدمت شكوى جزائية في حق جميع القضاة الذين تسلموا ملف الجهاز السري لأنهم تورطوا في الصد عن كشف الحقيقة والولوج إلى القضاء.
وأشار إلى أنّ الغنوشي هو الآمر الأساسي لهذا الجهاز ولكن القضاء لم يقم بتتبّعه، بل تم حفظ الشكاية في حقّه، لافتاً إلى أن الأخطبوط الذي يتحكم في القضاء ويقوم بتعطيل الملفات وقبرها تقوده حركة النهضة، لافتاً إلى أن “هذا القضاء لا يستحق الاحترام”.
جهاز سري مالي
من جانبه، أشار عضو الهيئة رضا الرداوي، إلى وجود جهاز سري مالي للغنوشي، متورط في غسل الأموال وفي عمليات التسفير الشباب التونسي إلى سوريا للالتحاق بتنظيم داعش بالتعاون مع أطراف خارجية، وقدمّت في هذا الإطار وثائق لتحويلات ومعاملات مالية بمبالغ كبيرة، مؤكداً أن مسيرة الغنوشي في خيانة الوطن وبيعه بدأت منذ رجوعه إلى تونس قبل 10 سنوات.
من جهته، كشف عبد المجيد بلعيد شقيق شكري بلعيد في تصريح للإعلام المحلي في وقت سابق، أن هيئة الدفاع ستكشف اليوم بالوثائق عن تورط أسماء “ثقيلة” في عملية الاغتيال، بينها الغنوشي.
يشار إلى أن عائلة بلعيد لطالما أكدت على اتهام حركة النهضة بالتورط في عملية اغتيال ابنها، كما دعا شقيق الراحل في ذكرى وفاته قبل أشهر، كافة التونسيين إلى التعبير عن غضبهم بسبب عدم محاسبة القتلة حتى اليوم.
تنظيم سري
فيما كانت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، أشارت سنة 2018 إلى تورط حركة النهضة عبر “تنظيم سري” في اغتيال المعارضين التونسيين، وكشفت عن وثائق وصفتها بـ “الخطيرة”، قائلة إنها كانت مودعة في “غرفة سوداء” بوزارة الداخلية.
وكانت النيابة العامة في تونس أحالت في الخامس من يناير الماضي، كلا من الغنوشي وآخرين إلى الدائرة الجنائية، بتهمة ارتكابهم جرائم انتخابية وتلقي تمويلات مجهولة المصدر.
يذكر أن بلعيد اغتيل في فبراير 2013، ومازال هذا الملف تماما كاغتيال محمد البراهمي (25 يوليو 2013)، بين أيدي القضاء.