يبدو أن العملية العسكرية الروسية التي ستدخل قريباً شهرها الثالث، ستطول لأشهر عدة. فبعض التقديرات الأميركية ترجح أن تستمر حتى آخر العام الحالي.
هذا ما كشفه مسؤولان أوروبيان، إذ أوضحا أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين أخبر الحلفاء الأوروبيين أن “بلاده تعتقد أن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تستمر حتى نهاية عام 2022 “.
لم تحقق أهدافها
في الوقت عينه أكد العديد من المسؤولين المطلعين لشبكة CNN أنه من الصعب التكهن بالضبط بالمدة التي يمكن أن تستمر فيها العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية، إلا أنهم أوضحوا أنه لا توجد في المدى المنظور أي مؤشرات تشي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق أهدافه على الأرض، ومن غير المرجح بالتالي أن ينفذها عبر المفاوضات، ما لم يواجه هزيمة عسكرية.
وكان مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، أعلم بوضوح يوم الخميس الماضي أن النزاع الأوكراني الروسي والعمليات القتالية قد تمتد لأشهر وأكثر.
ارتفاع خسائر الطرفين
فيما حذرت كييف من أنه “كلما طال أمد الحرب سترتفع الخسائر المادية والبشرية في البلاد”، وكشف الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي أن بلاده خسرت ما بين 2500و300 جندي حتى الآن فيما خسر الروس بين 19000 و20000، وفق زعمه.
يشار إلى أنه منذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير لم تتمكن موسكو حتى الآن من السيطرة على مدن كبرى، باستثناء “ماريوبول” التي باتت قاب قوسين من السقوط في قبضتها، بعد حصار لأسابيع.
فيما انسحبت القوات الروسية من محيط العاصمة كييف مطلع الشهر الحالي، بعد عدة أسابيع على التحشيد، بسبب مواجهاتها صعوبات لوجستية ومقاومة أوكرانية شرسة بحسب ما أكدت كييف، في حين نفت روسيا تلك المزاعم موضحة أن انسحابها جاء من أجل التركيز على العمليات القتالية شرقا، وكبادرة حسن نية في الوقت عينه للمفاوضات بين البلدين.
وكان الكرملين أكد أكثر من مرة أن العملية العسكرية مستمرة حتى تحقيق أهدافها، ومن ضمنها “نزع سلاح” كييف الذي يعتبر مهددا للأمن الروسي، وحياد الجارة الغربية، فضلا عن الاعتراف بضم بشبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية.
في حين تتمسك كييف بالسيادة على أراضيها، مطالبة أيضا بضمانات دولية تمنع أي هجوم روسي مستقبلي عليها، مع إظهار بعض الليونة في مسألة “الحياد” ووقف مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ما يشكل خطاً أحمر بالنسبة لموسكو.
وأمام تعنت الطرفين وتمسكهما بتلك الأهداف أو المطالب، لا يبدو أن حلاً قريباً يلوح في الأفق، بحسب ما تؤكد العديد من الدول الغربية.