ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها نقلا عن مسؤولين أمنيين غربيين وشرق أوسطيين، أن الهجوم على إسرائيل تم التخطيط له قبل عام بـ”دعم كبير” من إيران، والذي يشمل “التدريب العسكري والمساعدة اللوجستية، فضلا عن عشرات الملايين من الدولارات للأسلحة”.
هذا التقرير، الذي نشر بعد تقرير مماثل لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أشار إلى اعتراف المسؤولين في إيران بدفع “مبالغ ضخمة من المال لمساعدة المسلحين، ونقل عن مسؤول أمني غربي قوله: “إذا علمت شخصا ما كيفية استخدام سلاح، فإنك تتوقع منه استخدامه في النهاية”.
وقال أكثر من عشرة مسؤولين أمنيين ومحللين عسكريين لصحيفة “واشنطن بوست” إن هجوما بهذا الحجم سيكون “صعبا للغاية” بالنسبة للمسلحين الفلسطينيين “دون مساعدة خارجية كبيرة”.
ووفقا لما ذكره مارك بوليميروبلاس، ضابط عمليات كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية والذي خدم في أدوار مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، فإن “كمية التدريب واللوجستيات والاتصالات والأفراد والأسلحة المطلوبة خلقت بصمة ضخمة”، تظهر تدخل إيران والخلل الأمني في إسرائيل.
وقال مساعد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جوناثان فاينر في وقت سابق خلال مقابلة مع “سي بي إس”: “ما يمكنني قوله دون أدنى شك هو أن إيران متواطئة على نطاق واسع في هذه الهجمات”، مضيفًا: “كانت إيران الداعم الرئيسي لحماس منذ عقود، وأعدت لهم الأسلحة ودربتهم، ودعمتهم ماليا، ومن ثم، فيما يتعلق بالتواطؤ واسع النطاق، فإن دور إيران واضح تمامًا”.
وبينما رحبت سلطات النظام الإيراني بهجوم حركة حماس على إسرائيل واحتفلت به في إيران، نفى ممثل النظام في الأمم المتحدة، الإثنين، التدخل في الهجوم.
حماس تهدد بإعدام الرهائن.. ونتنياهو: جرائم حماس تشبه جرائم داعش
نشر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي X، وأعلن فيه “بدء العملية العسكرية لبلاده ضد قطاع غزة”. واعتبر تصرفات حماس مشابهة لتنظيم داعش. وقد هددت حماس بإعدام الرهائن الإسرائيليين.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي أعمال حماس بأنها على قدم المساواة مع داعش وأكد أننا سنفعل أي شيء من أجل الإسرائيليين الأسرى في غزة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى أيضًا عن هجوم حماس إن هذا عمل وحشي على مستوى داعش ضد المدنيين الإسرائيليين.
وكتبت وكالة الأنباء الإسرائيلية “واي نت” في تقرير لها أن الحكومة الإسرائيلية، ومن خلال رسالة أرسلتها عبر الحكومة الفرنسية، هددت حزب الله اللبناني إذا دخل الحرب لمرافقة حماس، فإنها ستدمر عاصمة سوريا، دمشق، وتستهدف بشار الأسد نفسه، بالتعاون مع البحرية الأميركية.
وفي هذا التقرير، قال كبار المسؤولين في الحكومتين الأردنية والفرنسية أيضًا إن الحكومتين الإسرائيلية والأميركية تجريان محادثات، وإن البيت الأبيض يحاول إقناع الكونغرس بإصدار إذن بمشاركة قوات أميركية في حملة محتملة ضد حزب الله.
وومع توسع وتكثيف الهجمات الإسرائيلية على مواقع حماس، هددت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بأنه إذا تم قصف المباني السكنية في غزة، فإن جنود حماس سوف يعدمون الرهائن الإسرائيليين ويبثون الصور بالفيديو.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، يوم الإثنين، إن الحركة لن تتفاوض بشأن الأسرى الإسرائيليين “تحت الهجوم”. وفي خطاب مصور بثته القناة التلفزيونية التابعة للجماعة، قال إن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة “لدفع الثمن” مقابل إطلاق سراح الأسرى.
وسبق أن قال الجيش الإسرائيلي إن سرعة قصف قطاع غزة أعلى بخمس مرات من قصف لبنان عام 2006.
وقالت حماس أيضًا إنها مستعدة لحرب طويلة مع إسرائيل.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن عدد المدنيين والجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في هجوم حماس وصل إلى 1000. وأصيب أكثر من 2600 شخص. وفي الهجوم الإسرائيلي على غزة، قُتل ما لا يقل عن 576 شخصًا وأصيب حوالي 3000 شخص.
أميركا: إيران شريكة لحماس وتم قتل 11 من مواطنينا في إسرائيل
بينما تم توجيه أصابع الاتهام نحو إيران في أعقاب هجمات حماس الجديدة على إسرائيل، تقول الحكومة الأميركية إنها لا تملك أي دليل في هذا الصدد.
ومع ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، لشبكة “إم إس إن بي سي”، يوم الإثنين، إنه في حين أن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات أو أدلة على تورط إيران المباشر في هجمات حماس على إسرائيل، إلا أن طهران شريكة في الجريمة.
وأضاف أن إيران تدعم حماس والشبكات الإرهابية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة منذ فترة طويلة.
وطلب مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق للشؤون الدولية، ديفيد ماكورميك، في رسالة إلى السيناتور الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، بوب كيسي، الانضمام إليه في محاولة الضغط على إدارة بايدن من أجل منع وصول إيران إلى الستة مليارات دولار التي تم الإفراج عنها.
وقد تم كتابة هذه الرسالة ردًا على “الهجوم الذي قام به مسلحو حماس” وفي إشارة إلى تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” حول دور إيران في هجوم حماس.
وفي الوقت نفسه، أعلن البنتاغون أن هيئة الأركان المشتركة الأميركية أجرت نقاشا مع نظيرتها الإسرائيلية حول الوضع في إسرائيل والمنطقة. وناقش سي كيو براون وهيرزي حلافي الخطوات اللازمة لتعزيز الموقف العسكري الأميركي في المنطقة وتوسيع جهود الردع.
وكتب مستشار الأمن القومي السابق للولايات المتحدة، جون بولتون، في تغريدة أيضًا: “يجب على الأميركيين أن يفهموا أن حماس لا تشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل. كان هجوم يوم السبت في الواقع هجومًا إيرانيًا واستخدمت حماس كوكيل. وأضاف: “يجب على إدارة بايدن أن تتحلى بالشجاعة وأن تلقي باللوم على طهران بشكل صحيح”.
ومع ذلك، رد مسؤول دفاع أميركي كبير على تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” بشأن دور إيران في الهجوم على إسرائيل، قائلا إن الولايات المتحدة ليس لديها حاليا معلومات تؤكد مزاعم محددة حول دور طهران في هجمات حماس على إسرائيل.
وبعد ذلك بقليل، قال كيربي مرة أخرى إننا لم نر دليلاً ملموسًا على تورط إيران المباشر في هجمات حماس على إسرائيل، ولا يمكننا تأكيد تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” حول تورط طهران بشكل خاص في هجمات حماس.
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن 11 مواطنًا أميركيًا على الأقل كانوا من بين القتلى في هجوم حماس على إسرائيل. وأضاف أن هناك احتمالا بأن يكون مواطنون أميركيون من بين الرهائن المحتجزين لدى حماس، لكننا نسعى للتأكد من ذلك.
وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أنه من المحتمل أن يكون المزيد من الأميركيين قد قتلوا في إسرائيل.