أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين عن ثقته في أن إيران نفذت هجومًا مؤخرًا على السفينة “ميرسر ستريت” في بحر العرب، وقال إن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها الدوليين للرد على الهجوم.
وقال وزير الخارجية في مؤتمر صحافي يوم الاثنين “أجرينا تحقيقًا شاملًا، ونحن واثقون من أن إيران نفذت هذا الهجوم. ويأتي الهجوم في أعقاب سلسلة من الهجمات المماثلة التي شنتها إيران، بما في ذلك ضربات الطائرات المسيّرة. ومثل هذا الهجوم على سفينة كانت تقوم بمهمة تجارية سلمية في المياه الدولية لا مبرر له”.
وأضاف أن “تحرك إيران يشكل تهديدًا مباشرًا لحرية الملاحة والتجارة، ويودي بحياة البحارة الأبرياء. نحن ننسق حاليًا مع شركائنا ونتشاور مع الحكومات الإقليمية”.
وتابع بلينكين: “مرة أخرى، أود أن أدين هجوم الجمعة على السفينة التجارية ميرسر ستريت. كانت السفينة تعبر بحر العرب الشمالي بسلام في المياه الدولية عندما تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة محملة بالقنابل، مما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها”.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض حول ما إذا كانت واشنطن تدعم هجومًا إسرائيليًا انتقاميًا محتملًا على إيران بسبب هجومها الأخير على سفينة تابعة لشركة إسرائيلية: “إسرائيل، بصفتها دولة مستقلة، هي من تقرر لنفسها”.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعمل حاليًا على إحياء الاتفاق النووي، فقالت: ” إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فإن هذه التهديدات ستزداد”.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن “تثبيت البرنامج النووي الإيراني من خلال تطبيق مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يضعنا في وضع أفضل لمعالجة قضايا أخرى”.
ومع استمرار ردود الفعل على الهجوم على “ميرسر ستريت”، ناقش رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخاوي، وفرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، اليوم الاثنين، التطورات الإقليمية والتعاون بين البلدين.
في غضون ذلك، التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان نظيره الإسرائيلي لمناقشة التحديات الاستراتيجية في المنطقة، بما في ذلك تهديد إيران.
كما أدان الاتحاد الأوروبي، في بيان، مهاجمة سفينة “ميرسر ستريت” التجارية ببحر العرب، واصفًا مثل هذه الإجراءات ضد السلامة البحرية والحرية بأنها غير مقبولة. وطالب البيان الدول المتضررة بالهجوم بالامتناع عن أي عمل من شأنه زعزعة السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية زمير كابولوف “ليس هناك أدنى سبب للاعتقاد بأن إيران متورطة في الهجوم على ميرسر ستريت”. وأضاف أنه عندما تكون هناك معلومات في هذا الصدد، فإن روسيا ستوضح موقفها.
من ناحية أخرى، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ردًا على الهجوم علی السفينة ميرسر ستريت، إلى رد إسرائيلي فوري على إيران، قائلًا: “نحن دولة مستقلة ونحمي مصالحنا الأمنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بقدر ما نحن بحاجة إليه”. وأضاف “سنكون دائمًا سعداء لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا مع بريطانيا والولايات المتحدة”.
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي: “سنعمل على القضاء على مثل هذا التهديد. لدى إسرائيل مجموعة متنوعة من الخيارات والأدوات لحماية مواطنيها. من يريد أن يؤذينا سنعاقبه بالطريقة الصحيحة ولصالح أنفسنا وأمننا”.
وقال “غانتس”: “لم يعد الأمر يتعلق بإسرائيل فقط. العالم كله يرى نتائج العدوان الإيراني. أي اتفاق مع إيران يجب أن يشمل القضاء على تهديد طهران للمنطقة ويشمل الأبرياء والاقتصاد العالمي”.
وتابع أن “إيران بقيادة الجلاد ستكون أكثر خطورة على العالم وعاملًا أكثر تدميرًا في المنطقة وستحاول أن تصبح تهديدًا حيويًا لإسرائيل”.
كما وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم على سفينة ميرسر ستريت قبالة سواحل عمان بأنه “هجوم عنيف وغير مقبول” على النقل التجاري، وقال إن إيران يجب أن تواجه عواقب الهجوم.
وقال بوريس جونسون في إشارة إلى قتل مواطن بريطاني في الهجوم: “من الضروري أن تحترم إيران والدول الأخرى مبدأ الحق في حرية الملاحة في جميع أنحاء العالم”.
في غضون ذلك، نقلت وسائل الإعلام عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو قوله إن حكومة بايدن قد تسرّب معلومات حول العملية الإسرائيلية المزمعة ضد إيران لوسائل الإعلام الدولية لمنع تكرارها.