في أعنف موجة من الضربات الجوية منذ شهور، تعرض مستشفى الأطفال الرئيسي في كييف لقصف صاروخي أسفر عن سقوط قتلى، وسط استمرار تبادل الاتهامات حول مسؤولية ذلك بين موسكو وكييف.
فقد اتهمت الخارجية الروسية أوكرانيا بإطلاق صاروخ “ناسماس”، مشيرة إلى أنه أطلق من كييف وضرب مستشفى الأطفال في العاصمة.
كذلك نفى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الاتهامات التي زعمت استهداف روسيا لمستشفى في كييف، مؤكداً أن القوات الروسية تهاجم فقط الأهداف العسكرية.
“لا نهاجم أهدافاً مدنية”
وقال بيسكوف، اليوم الثلاثاء: “ما زلنا نؤكد على أننا لا نهاجم أهدافاً مدنية، يتم تنفيذ الضربات ضد أهداف البنية التحتية الحيوية، والأهداف العسكرية، والتي لها علاقة بالقدرات العسكرية للنظام (في كييف)”.
إلى ذلك دعا المتحدث باسم الكرملين إلى الاطلاع على بيان وزارة الدفاع الروسية، “الذي استبعد تماماً وجود ضربات على أي أهداف مدنية، والذي أشار إلى أن المسألة تتعلق بسقوط (صاروخ) مضاد للصواريخ”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في 8 يوليو، أن قواتها شنت ضربة دقيقة على منشآت المجمع الصناعي العسكري والقواعد الجوية في أوكرانيا، رداً على محاولات مهاجمة منشآت الطاقة في روسيا.
“تصريحات كييف تنافي الواقع”
كذلك أكدت الوزارة أن تصريحات السلطات الأوكرانية، بشأن الضربة الصاروخية المزعومة التي نفذتها روسيا على أهداف مدنية، لا تتوافق مع الواقع، وتؤكد الصور ومقاطع الفيديو من مكان الحادث حقيقة الدمار الناجم عن سقوط صاروخ دفاع جوي أوكراني.
وأعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن روسيا ستطلع أعضاء مجلس الأمن الدولي على الحقائق التي تدحض الرواية الأوكرانية بشأن الهجوم المزعوم على كييف.
من جانبها قالت الأمم المتحدة إن هناك “احتمالا كبيرا” أن يكون الهجوم على مستشفى الأطفال في كييف “ضربة مباشرة” بصاروخ روسي.
يشار إلى أن مستشفى الأطفال الرئيسي في كييف تعرض لقصف بصاروخ في وضح النهار أمس الاثنين وسقطت صواريخ على مدن أخرى في أنحاء أوكرانيا ما أسفر عن مقتل 41 مدنيا على الأقل في أعنف موجة من الضربات الجوية منذ شهور.
وهرع مئات الأشخاص لإزالة الأنقاض في المستشفى حيث تحطمت النوافذ وانهارت الجدران. وسار آباء وأمهات يحملون أطفالهم في الشارع خارج المستشفى وهم في حالة ذهول وبكاء بعد الهجوم الجوي النادر في وضح النهار.
وقدر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي توقف في بولندا قبل التوجه إلى واشنطن للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي، عدد القتلى عند 37، بينهم ثلاثة أطفال. وأصيب أكثر من 170 شخصا.