على وقع الانسحاب الأميركي، تزداد الأمور تعقيداً في أفغانستان، فبعدما كشف مصادر ميدانية قبل ساعات، عن أن مقاتلي حركة طالبان حاصروا مدينة غزنة وسط البلاد، واستولوا على منازل مدنيين لاستخدامها في قتال قوات الأمن، حذّرت تقارير إعلامية غربية من خطورة الوضع.
فقد اعتبر تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، أنّ أفغانستان باتت على وشك الوقوع تحت حكم متطرفي طالبان، الذين باتوا يتقدمون على الميدان بنسق أكبر من التوقعات.
ونقلت المعلومات الاثنين، أن عناصر الحركة قد ركزوا جهودهم على شمال البلاد، فحاصروا عواصم المقاطعات، وباتوا يتقدمون بسرعة كبيرة مهددين العاصمة كابول بالحصار، وذلك بعدما أكملت الولايات المتحدة انسحابها العسكري في 3 يوليو / تموز الجاري.
إلى ذلك، أفاد التقرير نقلاً عن مصدر أميركي مشترك في العاصمة الأفغانية، أنه كان من المفترض أن يغادر الجنرال سكوت ميللر، قائد قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، البلاد في 4 يوليو / تموز إلا أنه ما زال هناك.
وأوضح أن تقدم طالبان زتدهور الأمن في البلاد قد دفع إلى إعادة ترتيب الأمور بين الأطراف.
تطويق المدن
الجدير ذكره أن هجوم الحركة على العاصمة الإقليمية أمس كان الأحدث، إذ تسعى طالبان لتطويق المدن والاستيلاء على الأراضي، وشجّعها في ذلك رحيل القوات الأجنبية.
كما كشف حسن رضائي عضو مجلس إقليم غزنة، أن الوضع في مدينة غزنة حرج للغاية، مشيراً إلى أن طالبان تستخدم منازل المدنيين كمخابئ وتطلق النار على قوات الأمن الأفغانية.
فيما اعتبر فؤاد أمان المتحدث باسم وزارة الدفاع إن الوضع في قندهار تحت السيطرة الكاملة لقوات الأمن الوطنية الأفغانية التي نفذت عمليات جوية وبرية خلال الأيام القليلة الماضية.
لا سيطرة على العواصم حتى اليوم
يشار إلى أن طالبان لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على عواصم إقليمية، إلا أن هجماتها في أنحاء البلاد تمثل ضغطاً على قوات الأمن.
إلى ذلك، تصدت قوات الأمن الأحد، بدعم من ضربات جوية، لهجوم شنه مقاتلو طالبان على طالقان، وهي مركز إقليم رئيسي في شمال أفغانستان على الحدود مع طاجيكستان.
كما تصاعدت أعمال العنف في البلاد منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل/نيسان الماضي أن القوات الأميركية ستنسحب بحلول 11 سبتمبر، منهيةً بذلك وجودها الذي دام 20 عاماً في أفغانستان.