على وقع التوتر المتزايد إقليمياً منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، تتزايد هجمات الميليشيات المسلحة المدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا على القواعد العسكرية الأميركية.
فقد طالت أحدث تلك الهجمات ليل السبت الأحد، قاعدتي حقل العمر والقرية الخضراء الأميركيتين في سوريا بطائرات مسيرة.
لتتبنى لاحقاً ما باتت تعرف بـ “المقاومة الإسلامية في العراق” الهجمات. إذ أعلنت فصائل عراقية مسلحة في بيان استهداف ثلاث قواعد أميركية في شمال شرق سوريا بالطائرات المسيرة والصواريخ. وقالت في بيانين منفصلين إنها قصفت قواعد “خراب الجير وحقل العمر والقرية الخضراء ردا على المجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة”.
تصعيد ولكن..
وعلى الرغم من كثافة وتزايد تلك الهجمات إلا أنها تشكل ما يشبه “التنفيس” للاحتقان الحاصل إقليمياً، والذي لن يصل بحسب العديد من المراقبين إلى حد تفجر حرب إقليمية مباشرة بين أميركا وإيران.
وفي هذا السياق، أكد الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز أن “خطر التصعيد الإقليمي يبدو منخفضاً لأن اللاعبين الكبار مثل إيران، حريصون على تجنب حرب إقليمية”، وفق ما نقلت فرانس برس.
ولكن كم بلغ عدد تلك الهجمات في سوريا؟
وفق أحدث الإحصاءات بلغ عدد الهجمات نحو 90 منذ 19 أكتوبر الماضي (2023) أي بعد 12 يوما من الحرب في غزة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بينها 22 على قاعدة حقل كونيكو للغاز وحدها، و21 على حقل العمر النفطي بدير الزور الذي يضم أكبر القواعد العسكرية الأميركية.
بينما طال قاعدة الشدادي بريف الحسكة 15 هجوماً، و15 أيضا على قاعدة خراب الجير في رميلان.
فمنذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي تعرض الجيش الأميركي بالفعل لأكثر من 130 هجوماً في العراق وسوريا عبر مزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الملغمة. إذ أعلن قبل نحو أسبوعين المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أن المنشآت الأميركية تعرضت لـ 127 هجوماً منذ بدء التصعيد في المنطقة، 52 في العراق، و75 في سوريا.
ما دفع أميركا إلى الرد عبر ضرب عدد من تلك الفصائل المسلحة الموالية لإيران في البلدين، كان أهمها الضربة التي استهدفت مقراً لحركة النجباء شرق بغداد مطلع يناير (2024).
يذكر أن الولايات المتحدة تنشر 900 جندي في سوريا، و2500 جندي على الأراضي العراقية ضمن قوات التحالف التي تقدم المشورة والمساعدة للقوات المحلية من أجل منع عودة تنظيم داعش الذي سيطر عام 2014 على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين قبل هزيمته.