على الرغم من كافة الدعوات الدولية لمناقشة النزاع بشأن سد النهضة ووقف كافة أعمال الملء الثاني، حتى التوصل لتوافق بين الدول الثلاث المعنية، (مصر، والسودان وإثيوبيا)، فضلاً عن إعلان مجلس الأمن الدولي موافقته على عقد جلسة تخصص لتلك القضية، أعلنت إثيوبيا أنها ستواصل المرحلة الثانية لملء خزان السد، وفقاً للخطة التي وضعتها سابقاً.
وقال وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، اليوم الأحد، في تغريده على حسابه على تويتر: إن عمليات بناء وملء السد الإثيوبي الضخم تسير وفق الجدول المخطط.
“لا يمكن وقف الملء تقنيا!”
بدوره، اعتبر السفير الإثيوبي بالخرطوم، يبلتال آميرو آلمو، في مؤتمر صحافي اليوم أن الغرض من مشروع سد النهضة هو إنتاج الطاقة الكهربائية فقط، لكن الملف بات مسيساً الآن، وفق تعبيره.
وشدد على أن بلاده لا تستطيع إيقاف ملء السد من الناحية التقنية، قائلاً: “السودان ومصر يقدمان لنا طلباً لا يمكن تنفيذه لأن المياه ستحتجز تلقائياً وهم يعلمون ذلك”. واتهم البلدين بتمسكهما باتفاقية مياه النيل “الظالمة”، كما وصفها، لمنع بلاده من الاستفادة من الموارد.
كما أشار إلى أن 65 مليون إثيوبي يعيشون في ظلام دامس، بالرغم من أن 85% من مياه النيل تنبع من البلاد.
ولفت إلى أن بلاده لا تنوي إلحاق أي أذى بالشعب السوداني، نافياً إخفاء أي شيء يتعلق بملف السد عن الخرطوم.
“لا يمكن الاستمرار بالتفاوض”
أتى هذا الموقف، بعد أن شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، على أنه لا يمكن استمرار التفاوض مع إثيوبيا حول السد إلى ما لا نهاية، مؤكداً أن بلاده تسعى للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم طبقاً للأعراف والثوابت الدولية.
يشار إلى أنه على مدى الأشهر الماضية من المفاوضات، رفضت أديس أبابا الموافقة على اتفاق ملزم في هذا الشأن، مؤكدة في الوقت عينه استمرارها في عملية الملء الثاني في يوليو الحالي.
كما انتقدت مطالبة القاهرة والخرطوم بتدخل دولي في هذا الشأن، ودعوة مجلس الأمن لعقد جلسة لمناقشة هذا النزاع المستمر منذ سنوات بشأن أضخم السدود الإفريقية.
جلسة مجلس الأمن
وكانت رئاسة مجلس الأمن أعلنت عقد جلسة الخميس المقبل حول هذا الملف العالق، بعد تلقيه طلبا من مصر والسودان بسبب تعنت أديس أبابا في التوصل لاتفاق ملزم وتوافقي بين الأطراف الثلاثة.
وتقدمت مصر بخطاب رسمي تشكو فيه إثيوبيا لمجلس الأمن، وتعلن اعتراضها على اتخاذ أديس أبابا قراراً منفرداً بالملء الثاني، كذلك فعل السودان أيضا قبل أيام.
يذكر أن أزمة السد وصلت بين الدول الثلاث إلى طريق مسدود، حيث تصر إثيوبيا على البدء بتنفيذ الملء الثاني وسط اعتراض من جانب دولتي المصب وفشل الوساطات الإفريقية والدولية بحل الأزمة.