ساعات عصيبة خلت على الفاجعة التي شهدها العراق بعد مقتل أكثر من 100 شخص إثر حريق نشب بمركز عزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار.
ووسط التحركات السياسية التي بدأت بعد الفاجعة، كشف المدير العام للدفاع المدني اللواء كاظم سلمان بوهان، بعض التفاصيل عما حدث.
وأفاد في تصريح إعلامي، الثلاثاء، أن لدى فريق الدفاع المدني كشوفات دورية ذكرت فيها جملة من السلبيات والمخالفات في جميع دوائر الدولة، منها وزارة الصحة.
كما أضاف أن فريقه يملك أيضاً كتباً رسمية كان أخبر فيها إدارة المستشفى المحروق، بمواطن الخلل، مؤكداً أن ضابط مركز الدفاع المدني المسؤول قام بزيارة تفقدية أخرى قبل حصول الحادث بـ 48 ساعة.
نملك الوثائق!
وتابع أن ضابط المركز وجد خلال الزيارة أن إدارة المستشفى لم تنفذ أياً من التعليمات، فأشار في تقريره إلى ذلك، واحتفظ بصورة من السجل.
كذلك لفت إلى أن الفريق أشعر إدارة المشفى بكتاب رسمي خلال الشهرين الماضيين، بأن هناك تسرباً في منظومة الأكسجين المغذي للردهات وهذا خطير جدا، مؤكداً أن الإدارة لم تتحرك ولم تبادر في معالجة تلك الثغرات.
الجدير ذكره أن هذا التصريح أتى متزامناً مع كشف دائرة صحة المحافظة المنكوبة، عن أن وسائل الدفاع المدني في مستشفى الحسين لم تكن تعمل.
وأضافت، الثلاثاء، أن انتشار النيران في المستشفى كان أسرع من جهود الإجلاء، مشيرة إلى أن الحريق بدأ في غرفة أحد المرضى بحسب التحقيقات الأولية.
اعتقال 13 مسؤولاً
يشار إلى أن محكمة استئناف ذي قار، كانت أصدرت الثلاثاء، أوامر قبض وتحرٍ بحق 13 مسؤولاً في دائرة صحة المحافظة، بينهم مدير الدائرة صدام الطويل.
ونشرت وكالة الأنباء العراقية (واع)، وثيقة صادرة عن محكمة تحقيق ذي قار، يظهر فيها صدور أوامر قبض وتحر بحق 13 مسؤولاً بدائرة صحة محافظة ذي قار بينهم مدير الدائرة صدام الطويل، وذلك على خلفية الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين التعليمي.
فيما أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن البعض يحاول زعزعة الأمن ونشر الفوضى في البلاد، مشيراً إلى أن هناك حاجة لفصل العمل الإداري عن النفوذ السياسي.
وشدد بعد الكارثة، على أنه لن يتسامح مع الفاسدين أو المتلاعبين بأرواح المواطنين، لافتاً إلى أن جهود مكافحة الفساد تواجه عرقلة ممنهجة.
وأسفرت الكارثة عن مقتل أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، وما يقارب 70 جريحاً، وأوضحت وزارة الصحة العراقية أن من بين القتلى عشرات قضوا اختناقاً.