قال عباس متوليان، عالم الأوبئة والأستاذ بجامعة إيران للعلوم الطبية، إن معدل وفيات كورونا للفرد في إيران يبلغ ضعف المتوسط العالمي، وبدلًا من ذلك يبلغ معدل اللقاح في إيران نصف مثيله في العالم.
وتؤكد تصريحات هذا الاختصاصي في علم الأوبئة ورؤساء العديد من المستشفيات، وكذلك الإحصائيات التي أعلنها رؤساء الجامعات الطبية، على الانخفاض الحاد في معدل الوفيات لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح.
لكن منذ أن أمر علي خامنئي في 8 يناير (كانون الثاني) 2021 بـ “حظر استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية”، تعطلت عملية التطعيم في إيران وتوفي آلاف المواطنين الإيرانيين في موجات متتالية من كورونا.
وكان عباس متوليان، عالم الأوبئة وعضو هيئة التدريس في جامعة إيران للعلوم الطبية، قد قال في برنامج تلفزيوني إن معدل وفيات كورونا في العالم هو ستة أعشار في الألف، أما في إيران فهو واحد وثلاثة أعشار، بمعنى آخر، أن وفيات كورونا في إيران أكثر من ضعف المتوسط العالمي.
وأضاف “متوليان” أن حقنة لقاح كورونا في العالم تجاوزت 5 مليارات جرعة وتم تلقيح ما معدله 66 جرعة لكل مائة شخص في العالم، لكن هذا المعدل يمثل نصف المعدل العالمي في إيران وحتى الآن تم حقن 32 جرعة فقط لكل 100 شخص بلقاح كورونا.
في الوقت نفسه، قال محمد طالب بور، مدير مستشفى سينا بطهران، إنه في الموجة الخامسة من كورونا، لم يمت أحد ممن تلقوا جرعتين من لقاح كورونا في المستشفى.
وأضاف “طالب بور” أنه في الدراسة التي أجريناها على ضحايا كورونا بمستشفى سينا، لم نجد حالة وفاة واحدة بفيروس كورونا بين الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح ومر أسبوعان منذ تلقي جرعتهم الثانية.
وفي وقت سابق قال محمد كريميان، رئيس جامعة إيلام للعلوم الطبية، في إشارة إلى التأثير الكبير للتطعيم ضد كورونا في تقليل عدد الوفيات، إن “أكثر من 92 في المائة من ضحايا كورونا لم يتلقوا أي لقاح هذا العام، و6 في المائة تلقوا جرعة واحدة و2 في المائة تلقوا الجرعتين”.
وأكد رئيس جامعة إيلام للعلوم الطبية أن هذه الإحصائية تظهر انخفاضًا كبيرًا في الوفيات بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.
كما قال مسعود يونسيان، عالم الأوبئة وعضو هيئة التدريس بجامعة طهران للعلوم الطبية، في خطاب متلفز الأسبوع الماضي، إن أكثر من 50 دولة تمكنت من حقن جرعتين من لقاح كورونا لأكثر من نصف سكانها لكن في إيران، عملية التطعيم بطيئة للغاية والآن مائة دولة أعلى من إيران من حيث نسبة التطعيم.
وعلى الرغم من إصرار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية على صنع لقاح داخلي، بما في ذلك معهد بركت، وهو مؤسسة تابعة للجنة تنفيذ أوامر الإمام، ورئيسها آنذاك، محمد مخبر، قد وعد مرارًا وتكرارًا بتقديم ملايين الجرعات من لقاح بركت لوزارة الصحة منذ الشتاء الماضي لكن لم يتم الوفاء بأي من هذه الوعود.
حتى إبراهيم رئيسي، الذي عين محمد مخبر نائبًا أول له، أكد في مقابلة تلفزيونية مساء السبت 4 سبتمبر (أيلول) 2021، على زيادة استيراد اللقاحات للبلاد.
واعترف “رئيسي” ضمنيًا أن وعود محمد مخبر لم يتم الوفاء بها بإعلانه أن 100 مليون لقاح ضد كورونا ستدخل البلاد في الأشهر القليلة المقبلة.
وكتبت صحيفة “جهان صنعت” في عددها الصادر يوم الاثنين “الانطباع الأول لتصريحات إبراهيم رئيسي الأخيرة هو أن تقارير محمد مخبر كانت خاطئة”. والآن، “سؤالنا: كيف تم اختيار مخبر ليكون النائب الأول؟”.
ثم طلبت “جهان صنعت” من “رئيسي” أن يشرح سبب تفويضه مسؤولية مثل النائب الأول لشخص يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح.