شدّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، على أن الولايات المتحدة ستحاسب حركة طالبان إذا تحوّلت أفغانستان إلى مصدر تهديد.
وقال في تغريدة على “تويتر” إن حركة طالبان التزمت بمنع الجماعات الإرهابية من استخدام أفغانستان كقاعدة لعمليات قد تهدد الولايات المتحدة أو الدول الحليفة لها، مؤكدا أن واشنطن ستحاسب الحركة إذا فعلت ذلك.
تحذيرات بلينكن تتزامن مع رصد الاستخبارات الأميركية مؤشرات على تحركات لتنظيم القاعدة في أفغانستان، مشيرة إلى أن التنظيم قد يبدأ بتهديد أميركا خلال العام الجاري.
كما أشارت الاستخبارات الأميركية لعودة قادة كبار في التنظيم إلى أفغانستان مؤخرا، بينما أوضح مسؤولون أن البنتاغون يراجع جدوله الزمني بشأن عودة هذا التنظيم المتطرف إلى أفغانستان.
ومع انسحابها بشكل كامل من أفغانستان، تواصل الولايات المتحدة مراقبة الأجواء الأفغانية بطائرات مسيّرة عالية التقنية لرصد أي تحركات لجماعات أو منظمات إرهابية، تسعى لملء الفراغ الأميركي في هذا البلد.
فبعد أن ظلت أفغانستان وعلى مدى العقدين الماضيين ساحة عمليات مفتوحة للقوات الأميركية واستخباراتها، فقد أصبح الحال بعد الانسحاب مغايرا تماما.
فالانسحاب أفقد واشنطن حرية الحركة على الأرض وحتى في الأجواء، وبالتالي القدرة على التجسس على التنظيمات الإرهابية وصعوبة استهدافها في غياب المعلومات الاستخباراتية.
وبحسب مصادر “العربية” فإن واشنطن مستمرة في عمليات الرصد في أفغانستان وتستعين بقدرات بشرية على الأرض، إضافة لرصد إلكتروني وعمليات مسحٍ جوي.
وعودة إلى بلينكن، وفيما يتعلق بالانسحاب من أفغانستان، كرّر وزير الخارجية الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن ورثت اتفاقاً مع طالبان من إدارة ترمب للانسحاب، لكنها لم ترث معه خطة لذلك.
وأضاف بلينكن، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن القوات الأميركية أمّنت مطار كابل خلال أربع وعشرين ساعة لإطلاق عمليات الإجلاء، وأشار إلى أن أوراق الإجلاء شهدت عمليات تزوير ما تطلب وقتاً للتحقيق.
وفي ما يخص انهيار الحكومة والجيش الأفغاني في 11 يوماً، قال بلينكن إن هذا السيناريو لم يكن متوقعاً ولم تكن هناك مؤشراتٌ على ذلك، مشيراً إلى تعهد طالبان بمنعِ الجماعات الإرهابية من استخدام أفغانستان لمهاجمة الولايات المتحدة.