أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء بأن استهدافا جويا مجهولا على غرب الفرات أسفر عن تدمير منصات صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع، وإصابة 12 على الأقل من أفراد الفصائل الموالية لإيران.
وأشار المرصد السوري إلى أن الفصائل التابعة لإيران كانت قد نصبت منصات الصواريخ بمنطقة المزارع الواقعة ببادية الميادين، والتي وصفها بأنها تعد “أكبر تجمع للميليشيات في المنطقة”.
وكان المرصد قد أشار خلال الساعات الماضية إلى انفجارات عنيفة عند الحدود السورية – العراقية، قرب البوكمال، منطقة ميليشيات إيران بين سوريا والعراق، نتيجة قصف من طائرة مجهولة، فيما لم تشر المعلومات الأولية إلى وقوع قتلى.
يأتي ذلك بالتزامن مع قصف على مدينة الميادين، حيث دوت انفجارات عنيفة في منطقة المزارع قرب المدينة الواقعة في ريف دير الزور، نتيجة قصف من طائرة مجهولة الهوية على مواقع للميليشيا الإيرانية في منطقة غرب الفرات على الأراضي السورية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
منطقة عسكرية للميليشيات
يذكر أن منطقة المزارع هي منطقة عسكرية للميليشيات الإيرانية التي تتخذها مركزاً لتدريب المقاتلين والمنتسبين الجدد.
ووفق ما صرح به سكان لرويترز، فقد استهدفت طائرات مجهولة قاعدة تديرها فصائل مسلحة مدعومة من إيران في محافظة دير الزور بشرق سوريا قرب الحدود العراقية، حيث وسعت طهران نطاق وجودها العسكري العام الماضي.
حالة تأهب قصوى
كما قال السكان للوكالة إن الضربات وقعت جنوب بلدة الميادين على نهر الفرات التي أصبحت قاعدة كبيرة لعدد من فصائل إيران المسلحة، ومعظمها من العراق، منذ طرد عناصر تنظيم “داعش” قبل 4 أعوام تقريباً.
وروى السكان أن عناصر الفصائل المسلحة المدعومة من إيران الذين كانوا يجوبون الشوارع وُضعوا في حالة تأهب قصوى، وأن سيارات الإسعاف شوهدت وهي تسير مسرعة نحو الأطراف الصحراوية للمدينة بعد سماع دوي عدة انفجارات.
إلى ذلك أضاف السكان أن الميليشيات تسيطر الآن على البلدة، وذلك في إطار وجودها المتنامي في محافظة دير الزور.
نقل صواريخ
وكان المرصد قد أفاد في 25 سبتمبر بأن الحرس الثوري الإيراني عمد إلى نقل صواريخ إيرانية الصنع من طراز “بركان اتش 2” من مخزن للسلاح تابع للميليشيات بالقرب من منطقة الشبلي الأثرية ببادية الميادين شرق دير الزور، ونقلها عبر شاحنات بحراسة مشددة إلى مناطق ونقاط تمركز الميليشيات التابعة لطهران في منطقة معدان بريف الرقة الشرقي.
وقال المرصد إنه لم ترد معلومات عن أسباب هذه العملية، ولا ما إذا كانت تندرج تحت مسمى “التجهيزات المستمرة” من قبل تلك الميليشيات لاستهداف قواعد ومواقع التحالف شرق الفرات أم لأسباب أخرى.
قلق إسرائيلي
وفي حوادث سابقة مماثلة، نفى التحالف الدولي شن غارات فاتحاً الباب أمام التحليلات التي ترجح أن تكون الغارات إسرائيلية.
يشار إلى أن إسرائيل، التي تشعر بالقلق من تنامي نفوذ إيران الإقليمي ووجودها العسكري في سوريا، تقول إنها نفذت مئات الضربات في سوريا لإبطاء تعزيز طهران موقعها هناك.
تركيز على البوكمال
وخلال العام الماضي، تركزت ضربات الطائرات الإسرائيلية المسيرة على بلدة البوكمال الحدودية، جنوب شرق الميادين، التي تقع على طريق إمداد استراتيجي للفصائل المسلحة المدعومة من إيران والتي ترسل بانتظام تعزيزات من العراق إلى سوريا.
وتسيطر هذه الفصائل أيضاً على مساحات شاسعة من الحدود على الجانب العراقي.
وبحسب مصادر مخابرات غربية، وسّعت إسرائيل نطاق الضربات الجوية على ما يشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة ونشرها من قبل فصائل مدعومة من إيران وحلفائها من حزب الله اللبناني الذين يدعمون رئيس النظام السوري بشار الأسد.