مع ترقب عودة المفاوضين إلى العاصمة النمساوية فيينا لاستكمال المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أنه بدون التزام طهران وتعاون كل الأطراف لن يكون هناك اتفاق.
وأضاف في مقابلة مع العربية/الحدث اليوم السبت أنه كلما تحاور الأطراف كلما خف الصراع وتقاربت وجهات النظر.
كما أوضح أن الوكالة الدولية تكثف جهودها لدعم التوصل لاتفاق، وضمان تنفيذه والالتزام به، مشيرا إلى أن المحادثات ماضية في الاتجاه الصحيح رغم صعوبة التحديات.
مسألة معقدة
إلى ذلك، أكد أن التوصل لاتفاق خلال أيام مسألة معقدة لكنها ليست مستحيلة، وأن الأيام القليلة المقبلة ستوضح ما ستؤول إليه الجهود الجارية الآن.
ورأى أنه حتى الآن لم يتم التوصل لاتفاق بشأن النووي الإيراني لكن الأمل لم ينقطع، مضيفا أن “الصعوبات مستمرة وموجودة ولكن لابد من العمل على حلها واحدة تلو الأخرى”.
كما أضاف قائلا “لا بد أن نراقب عن كثب والصبر للتوصل لحل دبلوماسي”، مطالبا إيران بالتعاون.
قلق الوكالة
كذلك أوضح أن” الحديث الآن على المستوى السياسي يكمن في ماذا تريد الأطراف السياسية الجالسة على طاولة المفاوضات”، مؤكدا أن “السؤال الأهم هو هل العودة للاتفاق النووي لعام ٢٠١٥ ممكنة أم لا؟”.
إلى ذلك، أشار في الوقت عينه إلى أن الوكالة قلقة من وجود مواد نووية غير معلن عنها في مواقع إيرانية.
وطالب إيران بالتعاون والرد على أسئلة الوكالة والسماح بالوصول الكامل لأجهزة المراقبة على المنشآت النووية الإيرانية، لأنه بدون التزام السلطات الإيرانية وتعاون كل الأطراف لن يكون هناك أي اتفاق”. على حد قوله.
مرحلة نهائية
يذكر أن الولايات المتحدة، فضلا عن دبلوماسيين من دول غربية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وروسيا، والصين) مشاركة في المفاوضات التي انطلقت بجولتها الثامنة في ديسمبر الماضي (2021)، كانوا حذروا طهران مرارا من نفاد الوقت، كما أكدوا أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب عام 2018.
وأوضحوا أن منتصف الشهر القادم (فبراير 2022) قد يكون الموعد النهائي لمحاولة إحياء الاتفاق الذي قيّد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عن طهران.
إلا أن السلطات الإيرانية لا تزال تتمسك ببعض الشروط التي تشكل عقبة كبيرة أمام التوصل إلى حل، ومنها طلب تقديم ضمانات على عدم انسحاب الإدارة الأميركية من أي اتفاق جديد يبرم، فضلا عن رفع كافة العقوبات التي فرضت عليها، لاسيما تلك التي تتعلق بالإرهاب.