أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، عن تنفيذ هجوم واسع النطاق في أوكرانيا، مضيفة أنه تم استئناف العمليات العسكرية بعد وقف إطلاق النار في ماريوبول.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات مصوّرة “نظرا إلى غياب الرغبة من الجانب الأوكراني في تمديد وقف إطلاق النار، استؤنفت العمليات العسكرية عند الساعة 18,00 بتوقيت موسكو (15,00 ت غ)”.
كما قال أنه “تم إسقاط 4 طائرات أوكرانية اليوم من نوع سوخوي-27″، مؤكدة السيطرة على عدة بلدات جديدة في الجارة الغربية.
مقتل جنود أوكرانيين
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن إعلان روسيا وقف النار بماريوبول هدفه كسب التعاطف بينما عملياتها العسكرية مستمرة.
فيما أفادت أنباء عن مقتل عدد من الجنود الأوكرانيين في كمين خارج مدينة ماريوبول.
جاء ذلك، بعد إعلان موسكو في وقت سابق اليوم السبت وقف النار في مدن عدة شرق أوكرانيا، لا سيما في مدينة ماريوبول وفتح ممرات آمنة لخروج السكان.
إلغاء عمليات الإجلاء
فيما أكد مجلس المدينة الأوكرانية الساحلية، إلغاء عملية إجلاء المدنيين “لعدم التزام القوات الروسية بوقف النار” وفق تعبيره.
وكتبت البلدية على تلغرام أن عملية إجلاء المدنيين التي كانت مقررة اليوم “أرجئت لأسباب أمنية” ولأن القوات الروسية “تواصل قصف ماريوبول ومحيطها”.
بدوره، اتهم مستشار الرئيس الأوكراني روسيا بإفشال خطة الإجلاء.
فيما رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي لاحقا على تلك الاتهامات، مؤكدا أن السلطات المحلية هي التي تمنع خروج المدنيين عبر الممرات الآمنة المحددة.
جاءت هذه التطورات بعدما أكد رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو، في وقت سابق اليوم، أن ميناء المدينة الواقعة شرق البلاد، يتعرض لـ”حصار” يفرضه الجيش الروسي ولهجمات “عنيفة”. وقال في رسالة على حساب “تليغرام” التابع للمدينة البالغ عدد سكانها نحو 450 ألف نسمة والمطلة على بحر آزوف، بحسب ما نقلت فرانس برس: “نبحث حاليا عن حلول للمشاكل الإنسانية وعن كل السبل الممكنة للخروج من تحت الحصار”.
أهمية ماريوبول
يشار إلى أن السيطرة على ماريوبول تعد أمرا استراتيجيا بالنسبة لروسيا، لأنها ستسمح لها بالربط بين قواتها المتواجدة في شبه جزيرة القرم (جنوبا) وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في دونباس (شرقاً).
وكانت المطالبات الأوكرانية والدولية على السواء، تعالت خلال الأيام الماضية، مع مواصلة العملية العسكرية الروسية التي انطلقت في 24 فبراير الماضي، من أجل فتح ممرات إنسانية، وإخراج المدنيين.
كما شددت الأمم المتحدة على أهمية الحفاظ على أرواح المدنيين وعدم استهداف المواقع السكنية.
فيما اتفق الوفدان الروسي والأوكراني يوم الخميس في الجولة الثانية من المفاوضات على فتح ممرات لإجلاء المدنيين، على أن تستأنف الجولة الثالثة غدا أو بعده، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من أن الرئيس الروسي كرر أمس أنه ماضٍ في العملية العسكرية حتى تحقيق الأهداف، ومن ضمنها نزع سلاح الجارة الغربية، الذي يعتبره “مهددا لأمن روسيا الاتحادية”.