عقب استضافتها أول اجتماع وجها لوجه بين وفدي روسيا وأوكرانيا الثلاثاء الماضي، وعلى الرغم من عدم تحقيقه نتائج تذكر على الأرض، أعلنت تركيا اليوم الخميس، أنه من المحتمل أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال أسبوع أو أسبوعين لإجراء محادثات رفيعة، بغية التوصل إلى حل للنزاع القائم بين البلدين منذ أكثر من شهر.
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو في مقابلة تلفزيونية “قد يحصل اجتماع على مستوى أعلى، على الأقل على مستوى وزراء الخارجية، خلال أسبوع أو أسبوعين”، مشيرًا إلى أن “من المستحيل تقديم موعد”.
لا تنفيذ على الأرض
في الوقت عينه، أبدى تشاوش أوغلو عتبه على الطرفين، محملا إياهما مسؤولية عدم تنفيذ أي شيء على الأرض حتى الساعة، قائلا إن نتائج محادثات اسطنبول بين الطرفين لا يتم تنفيذها على الأرض، بحسب ما نقلت رويترز.
كما شدد على أن الطرفين استعانا بقوات أجنبية ومرتزقة للقتال على الأراضي الأوكرانية.
شرط موسكو
بالتزامن، أعلنت الخارجية الروسية أن لافروف لن يرفض لقاء نظيره الأوكراني، إذا كانت المحادثات موضوعية، وذات مغزى.
وكانت المفاوضات التي عقدت لمدة أربع ساعات في أحد القصور الرئاسية في اسطنبول يوم الثلاثاء الماضي بين الوفدين، تركزت على الضمانات الأمنية التي طلبها الأوكران، فضلا عن مسألة الحياد، والانضمام لحلف شمال الأطلسي، ووضع شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى ضرورة صياغة الاتفاق النهائي في قمة رئاسية تجمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
فيما أكدت موسكو أن الضمانات الأمنية لا تنطبق على منطقتي القرم ودونباس (في الشرق الأوكراني).
كما أعلنت عدم معارضتها انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، دون الناتو.
مطلع أبريل
يذكر أن المفاوض الأوكراني الكبير ديفيد أراكخميا، كان أعلن في وقت سابق اليوم، أن البلدين سيستأنفان محادثات السلام بينهما عبر الإنترنت في الأول من أبريل، وذلك بعد إشارات متضاربة من قبل الطرفين حول النتائج التي خلصت إليها محادثات اسطنبول.
وكان الطرفان عقدا سابقا 4 جولات بهدف التوصل إلى حل ينهي القتال الذي دخل اليوم الخميس يومه الـ 36، آخرها امتد لأكثر من أسبوعين عبر الفيديو. سبقتها جلسة مباشرة على الحدود البيلاروسية، وأخرى على حدود بولندا. إلا أن أيا من تلك المباحثات التي انطلقت بعد 4 أيام على العملية العسكرية الروسية (28 فبراير) والتي وصفت بالصعبة والمعقدة، لم تتوصل حتى الآن إلى تسوية تنهي النزاع.
ففيما تتمسك موسكو بـ”حياد” الجارة الغربية، ونزع سلاحها النووي أو الذي يشكل تهديدا لها، فضلا عن عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، تواصل كييف المطالبة بسيادتها على أراضيها، وبضمانات أمنية تحول دون وقوع نزاع أو هجوم روسي في المستقبل.