مع تصاعد المخاوف الدولية حول سلامة المنشآت النووية، في أوكرانيا، وسط تواصل القتال لليوم الـ 37 بين القوات الروسية والأوكرانية، حذر غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، من مخاطر كبيرة قد تطال تلك المحطات.
وأكد في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، بعد لقاء جمعه بمسؤولين روس، أنه قدم لكل من موسكو وكييف قائمة من الإجراءات لتأمين المنشآت النووية، وبحث مع الطرفين أهمية الحفاظ على سلامة المحطات النووية خلال الحرب.
خبراء فنيون
كما أضاف أن الوكالة ستقدم لأوكرانيا معدات لقياس الإشعاعات النووية.
وشدد على أن أهمية وجود خبراء فنيين من الوكالة التابعة للأمم المتحدة، على الأرض للمساعدة والتدخل في الحال عند وقوع أي حادث نووي، أو مشكلة في أي منشأة نووية بشكل أسرع.
إلى ذلك، أردف قائلا “لا نزال في خضم صراع عسكري ولا يمكننا العمل بالطريقة التي نرغبها”.
كما أعلن أنه سيرأس بعثة المساعدة والدعم الخاصة بالوكالة إلى محطة تشيرنوبل الواقعة في الشمال الأوكراني، في “أقرب وقت ممكن”، موضحا أنها ستكون الأولى في سلسلة بعثات الأمن والسلامة النوويين إلى أوكرانيا.
“لقاء مهم للغاية”
وكان غروسي أعلن في وقت سابق اليوم أنه ناقش مع المدير العام لشركة “روساتوم”، أليكسي ليخاتشيف، ومسؤولين كبار آخرين في روسيا آخر التطورات في تشيرنوبل، واوصفا الاجتماع مع الجانب الروسي في كالينينغراد بالـ “مهم للغاية”، و مشيرا إلى أن الطرفين بحثا مسائل أخرى أيضا.
يذكر أن الوكالة الذرية كانت أعلنت أمس أن كييف أبلغتها أن القوات الروسية التي كانت تسيطر على تشيرنوبيل سلمت إدارتها إلى موظفين أوكرانيين، وانسحبت منها.
وكان الروس سيطروا على تلك المحطة في الأيام الأولى من العملية العسكرية التي انطلقت على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي، ومنعوا لفترة من الوقت الفنيين المسؤولين عن أعمال الصيانة من المغادرة أو دخول آخرين للمناوبة.
في حين حذرت الدول الغربية والوكالة الذرية على السواء من مخاطر المس أو اقتراب الاشتباكات من تلك المواقع الحساسة،مذكرة بكارثة الانفجار المهول الذي وقع عام 1986 بالمفاعل الرابع في تشيرنوبل، وأدى إلى حدوث تسرب إشعاعي وصل إلى أماكن بعيدة مثل بريطانيا وإسبانيا، موقعا آلاف الوفيات.