أكدت السلطات الأوكرانية وفرق الإغاثة، الجمعة، أن ضربة صاروخية قتلت 50 شخصًا وأصابت حوالي 100 في محطة قطار كانت تُستخدم لإجلاء المدنيين في شرق أوكرانيا.
وقُتل 50 شخصا، بينهم 5 أطفال، الجمعة، في الهجوم الصاروخي الذي استهدف محطة القطارات في كراماتورسك بشرق أوكرانيا حيث كانت تجري عمليات إجلاء مدنيين، على ما أعلن حاكم المنطقة.
وكتب بافلو كيريلنكو على تطبيق تليغرام: “50 قتيلا بينهم خمسة أطفال. هذا هو عدد الضحايا لغاية الآن إثر الضربة التي شنتها قوات الاحتلال الروسية على محطة كراماتورسك” مشيرا إلى نقل 98 جريحا إلى المستشفى.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني إن محطة قطارات كراماتورسك استهدفت بصاروخ “إسكندر”، فيما نفت وزارة الدفاع الروسية القصف، مؤكدة أن الصاروخ المستخدم في قصف محطة القطارات تستخدمه أوكرانيا فقط.
كما أكدت الدفاع الروسية أن قواتها لم تقصف أي أهداف اليوم في كراماتورسك.
ومن جهته، قال رئيس السكك الحديدية الأوكرانية، ألكسندر كاميشين، على تطبيق “تليغرام”، إن الضربة وقعت اليوم في كراماتورسك، وهي مدينة في منطقة دونيتسك، بقصف صاروخي، فيما وقال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو إن آلاف الأشخاص كانوا في محطة القطار وقت الضربة، يستعدون للإجلاء إلى مناطق أكثر أمانًا، حيث تركز روسيا قواتها في شرق أوكرانيا.
سفارة أميركا في كييف: الهجوم الروسي عمل “وحشي”
ووصفت السفارة الأميركية في كييف، اليوم الجمعة، الهجوم الذي قالت إن روسيا شنته على محطة للقطارات في كراماتورسك شرق أوكرانيا بأنه عمل “وحشي” آخر ارتكبته موسكو ضمن عمليتها العسكرية الجارية حاليا.
وقالت السفارة عبر تويتر إن “العالم سيحاسب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.
وفي التطورات الميدانية، قالت المخابرات العسكرية البريطانية، إن القوات الروسية انسحبت الآن بالكامل من شمال أوكرانيا إلى بيلاروسيا وروسيا.
وذكرت وزارة الدفاع على “تويتر” أنه سيتم نقل بعض هذه القوات الروسية على الأقل إلى شرق أوكرانيا للقتال في دونباس. وأضافت أن أي إعادة انتشار كبير من الشمال ستستغرق أسبوعا على الأقل.
وقالت الوزارة إن القصف الروسي على المدن في الشرق والجنوب مستمر، وإن القوات الروسية تقدمت جنوبا من مدينة إيزيوم التي لا تزال تحت سيطرتها.
وتزامنا، أفادت وزارة الدفاع الروسية بقصف مركز لتدريب المرتزقة في أوديسا بصواريخ من طراز “باستيون”، فيما تم إسقاط مروحيتين أوكرانيتين و5 مسيرات، وتدمير 81 منشأة عسكرية أوكرانية خلال يوم واحد.
وميدانيا، قال حاكم منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا اليوم، إن روسيا تحشد قواتها في شرق أوكرانيا لكنها لم تخترق الدفاعات الأوكرانية.
يأتي ذلك فيما قالت أوكرانيا إنها تهدف إلى عمل ما يصل إلى 10 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين المحاصرين اليوم الجمعة، لكن المدنيين الذين يحاولون الفرار من ماريوبول المحاصرة سيضطرون إلى استخدام سيارات خاصة.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الوضع في بوروديانكا الواقعة شمال غرب كييف والتي استعادها الأوكرانيون مؤخرا من الروس، “أشد فظاعة بكثير” من الوضع في بوتشا، حيث ارتُكبت مذابح بحق مدنيين.
وأجبرت الحرب المستمرة منذ 6 أسابيع، أكثر من 4 ملايين أوكراني على الفرار إلى الخارج، إلى جانب مقتل وإصابة الآلاف وتشريد ربع سكان البلاد، وحولت مدنا إلى أنقاض وتسببت العملية العسكرية في فرض الغرب قيودا تستهدف الاقتصاد الروسي والنخب في البلاد، وأدى إلى فرض ما يشبه العزلة التامة عالميا على روسيا.
وأقرت روسيا في السابق بأن عمليتها لم تتقدم بالسرعة التي كانت تريدها، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عبر الخميس عن أسفه لارتفاع عدد القتلى.
وقال بيسكوف لقناة سكاي نيوز: “لدينا خسائر فادحة في صفوف القوات. إنها مأساة كبيرة لنا”.
وقال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن اقتصاد البلاد يواجه أصعب موقف منذ ثلاثة عقود بسبب العقوبات الغربية غير المسبوقة.
وتقول روسيا إنها شنت “عملية عسكرية خاصة” في 24 فبراير لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من الفكر النازي، وهو ما ترفضه كييف وحلفاؤها الغربيون باعتباره مبررا زائفا.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين وتقول إن صور الجثث في بوتشا تم تلفيقها لتبرير فرض مزيد من العقوبات على موسكو وعرقلة محادثات السلام.