قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة والرياض “اتفقتا على دفع التعاون الاقتصادي المشترك إلى الأمام”، وأضاف أنه أجرى “زيارة ناجحة إلى السعودية تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز”، بحسب وكالة “الأناضول” التركية للأنباء.
وذكر أردوغان للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من السعودية، إثر زيارة استغرقت يومين أنه “في اليوم الأول من الزيارة التقى الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وناقش معهما المواضيع المطروحة على الأجندة بين البلدين”.
وذكر أنه “تمت مراجعة العلاقات الثنائية بكافة أوجهها، وتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية، وبحث الخطوات المشتركة التي يمكن الاقدام عليها من أجل تطوير العلاقات التركية السعودية”.
وقال: “جددت دعمنا لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وأكدت على أننا لا نفرق بين أمننا وأمن منطقة الخليج”.
وأعرب أردوغان عن ثقته بأن هذه الزيارة “ستشكل بشرى مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين”، وتابع :”لقد أبدينا بكل وضوح وعلى أعلى مستوى إرادتنا المشتركة بخصوص تطوير العلاقات الثنائية على أرضية الاحترام والثقة المتبادلين”.
وتابع:”عازمون على مواصلة هذا السعي من أجل مصالحنا المشتركة واستقرار المنطقة”، وأردف: “يتعين علينا الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها نفس المعتقدات والأفكار، إنها مرحلة كسب أصدقاء وليس خلق أعداء”.
وذكر أن “استعادة الزخم في التجارة بين البلدين وإزالة العقبات الجمركية وتشجيع الاستثمارات، والمشاريع التي يمكن أن يتولاها المقاولون الأتراك، شكلت المحاور الرئيسية للمباحثات من حيث العلاقات الثنائية”.
وقال إن “الجانبين ناقشا سبل التعاون في الصناعات الدفاعية أيضا، والمشاكل التي تعترض المواطنين الأتراك والشركات التركية في السعودية”.
وأضاف: “اتفقنا مع الرياض على إعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية الكبيرة بين تركيا والسعودية من خلال فعاليات تجمع مستثمري البلدين”، وأعرب عن دعم تركيا تنظيم معرض “إكسبو 2030” الدولي في السعودية.
وأشار أردوغان إلى أنه أعرب عن ترحيبه بقرار استئناف الرحلات الجوية المجدولة بشكل متبادل بين البلدين، وأضاف: “أكدت بشكل خاص على الأهمية التي نوليها لتشجيع السياحة”.
وتابع: “سيتمكن مواطنونا هذا العام من أداء مناسك الحج والعمرة إثر تخفيف السلطات السعودية تدابير الجائحة مكافحة كورونا”.
وقال أردوغان حول علاقات بلاده مع مصر وإسرائيل، إن “تركيا بصفتها دولة كبيرة في المنطقة لن تستفيد شيئا من قطع علاقاتها مع الدول الأخرى بشكل كامل”، وأضاف: “إننا لا نقطع علاقاتنا مع بقية الدول حتى ولو كانت كخيط رفيع، ونحافظ على هذه العلاقة لأننا قد نحتاجها يوما ما”.
وكان الرئيس التركي قد قال بتغريدة عقب وصوله السعودية: “أجرينا زيارة إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين.. ونحن كدولتين شقيقتين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية، نبذل جهودا حثيثة من أجل تعزيز جميع أنواع العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبدء حقبة جديدة بيننا”.
ويذكر أن آخر زيارة قام بها أردوغان إلى السعودية كانت منذ نحو 5 سنوات، في يونيو/حزيران 2017، قبل أن تتوتر العلاقات وسط أزمة مقاطعة قطر، ويتفاقم التوتر إثر مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.