مفتي مصر: نحارب أفكار الإخوان ونواجه داعش عبر كل المنصات

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، أنه لا يوجد اختراق إخواني في دار الإفتاء والأزهر، مؤكدا أن العقل الأزهري محصن أمام أي محاولات اختراق من جماعات التطرف.

وشدد على أن مرصد الإفتاء التابع للدار أوقف وتصدى لكافة الفتاوى التكفيرية، مؤكدا أن أرشيف فتاوى تنظيم داعش موجود في الدار، وتم تفنيد هذه الفتاوى وتحليلها وبيان ما فيها من أفكار متطرفة وضالة لا تتفق مع تعاليم الإسلام.

وتابع المفتي أن جماعة الإخوان ومنذ أن أُنشئت في العام 1928 – وما تولد عنها من جماعات بشهادة أرباب الجماعات نفسها – تولد منها كافة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وخرج قادتها من رحم تلك الجماعة، ولذلك قلنا ومازلنا نقول لابد من محاربة فكر هذه الجماعة التي أوهمت الناس أنها تتبع تعاليم الإسلام والفقه الصحيح وهي في الحقيقة غير ذلك تماما.

وحول تجديد الخطاب الديني، قال مفتي مصر إن الرسول عليه الصلاة والسلام، دعا إلى تجديد الخطاب الديني وعدم الوقوف عند مرحلة زمنية معينة، وقال إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها على رأس كل 100 عام، ولذلك نرى أن حركة التجديد متلاحقة ولا تقف عند زمن معيّن، وباتت ضرورة حتمية، وفي عصرنا الحاضر نحن نحتاج لثورة علمية وفقهية حقيقية تزيل الغبار عن الفقه الإسلامي والنص الشرعي والفتوى.

الدكتور شوقي علام تابع أن هذه المجموعات الإرهابية التي تنفذ الذبح والقتل لا تركن إلى الشرع، مضيفا أن الجهاد بمعنى القتال لابد أن يكون تحت راية الدولة وليس تلك المجموعات المتطرفة التي ليس لها علاقة بالواقع.

وأشار إلى أن الحروب الحالية مكلفة ومدمرة، ومن باب أولى أن تكون الدولة بأجهزتها هي من تستطيع تقدير الموقف وتقدير مصلحة الدولة التي تقتضي إعلان الحرب من عدمه.

وكشف مفتي مصر أن الدار تجيب عن أسئلة طالبي الفتوى بـ14 لغة حول العالم، مؤكدا أنه يجري ضبط وتنظيم الفتوى وهي معنية بأمرين أساسيين، منها إبداء الرأي الشرعي في قضايا الإعدام، وتختص كذلك بإثبات رؤية الأهلة ومحاربة الفكر المتطرف والرد على الفتاوى المضللة التي تطرح من جانب المجموعات الإرهابية.

وأشار إلى أن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف تختص بالفتوى كذلك، وهناك تعاون وتشارك معها في منهجية العقل الأزهري الرصين الذي تربى على العقيدة الأشعرية والسلوك المهذب والتصوف الرشيد والتعددية المذهبية التي هي صبغة أساسية للأزهر الشريف.

وقال الدكتور شوقي علام إن الدار تعتمد على ثلاثية في الفتوى وصناعتها، وهي التكوين العلمي واعتبار العلوم المختلفة المؤدية لملكة علمية رصينة تستند وتتعامل مع الأدلة الشرعية تعاملا متكاملا، لا تنظر لدليل دون آخر بل تنظر في كتاب الله وسنة رسوله، وبعد ذلك الواقع الذي نعيشه وننزل عليه ما فهمناه من أحكام شرعية من الأدلة.

وتابع أن الدار تعتمد كذلك في الفتوى على التيسير وعلى المذاهب الفقهية الأربعة في بيان الحكم الشرعي دون الوقوف طويلا أمام الفروع والمسائل التي أداها العلماء والفقهاء في عصورهم، “بل نراعي عصرنا الحالي ونقرأ الواقع ونحيط بأبعاده وتعقيداته ونصل في النهاية لما يتناسب مع عصرنا ونعطي حكما شرعيا مستنبطا من الأدلة الشرعية”.

وقال إن “الفتوى بالدار تعتمد على الترجيح أحيانا والاختيار، وبالنسبة للقضايا التي لم يكن فيها من قبل اجتهاد سابق، فنحن نجتهد فيها لنصل لفتوى تناسبها وبما يتفق مع الحكم الشرعي”، مشيرا إلى أنه يتم الرجوع أحيانا في الفتوى إلى المتخصصين في العلوم المختلفة، مثل الطب والاقتصاد والهندسة للاستناد لرأيهم قبل إصدار الفتوى.

وتابع أن هناك تنسيقا وتعاونا بين دار الإفتاء والأزهر والأوقاف، ومن يجلس على مقعد المفتي هو أزهري النشأة والتكوين، ولذلك ستجد الفتوى واحدة والرأي فيها واحد لا اختلاف فيها، مضيفا أنه لا يوجد تعارض في القضايا الكبرى لكن قد يكون هناك اختلاف في التفاصيل البسيطة التي لا تغير من منهجية الفتوى الأساسية.

وأضاف مفتي مصر أنه لا توجد تدخلات من الأزهر في فتاوى دار الإفتاء حيث تتمتع الدار باستقلالية، ويكفي أن ندلل على ذلك بأن هناك رسائل علمية وأبحاثا أثبتت أن هناك عقلا أزهريا في دار الإفتاء يقدم الفتوى محررة ومستقلة دون تبعية لأي مؤسسة من المؤسسات، مشيرا إلى أن الحكم الشرعي في الفتوى يقدم ويعلي المصلحة العامة على المصلحة الذاتية والشخصية، ويستبعد أي وجود اتجاه سياسي في الفتوى.

وكشف الدكتور شوقي علام أن دار الإفتاء وفي سبيل سعيها لتبسيط أمور الدين والفقه للمواطنين، أصدرت في العام الماضي كمًّا هائلًا من الفتاوى، يزيد على مليون 368 ألف فتوى ما بين شفهية وهاتفية ومكتوبة وإلكترونية، وعبر تطبيق الدار والبث المباشر وصفحات التواصل الاجتماعي في موضوعات متنوعة. وأشار إلى أنها توجَّهت كذلك لإنشاء فروع جديدة لها في محافظات مصر لتعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور، والتيسير عليهم للحصول على الفتوى الصحيحة من أمناء الفتوى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية.

وتابع أن دار الإفتاء سعت أيضًا إلى زيادة حضورها عبر منصات التواصل، “بهدف الوصول لشريحة الشباب من كل الجنسيات وذلك لكون هذه المنصات باتت من أهم مفردات التواصل المباشر مع الناس”، مشيرا إلى أن الدار نفذت ذلك لمواجهة المتطرفين والمتشددين من أعضاء التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، الذي يعمل بكثافة ولديه القدرة على اختراق مواقع التواصل نظرًا لسرعته في محاولات التجنيد والاستقطاب لعدد من الفئات العمرية الموجودة بكثرة عبر هذه الوسائل.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate