يواصل الجيش الروسي، اليوم السبت، تنفيذ مهام عمليته الخاصة في أوكرانيا من خلال ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية مع التركيز على تحرير كامل أراضي دونباس، فيما يستمر الغرب في دعم كييف بالمساعدات والعتاد العسكري.
ويركز الجيش الروسي الآن جهوده في دونباس بشرق أوكرانيا، حيث يقصف بلا توقف بعض المدن بما في ذلك سيفيرودونتسك التي تشكل محور معركة طاحنة منذ أسابيع.
وقالت وزراة الدفاع البريطانية إن عدم قدرة روسيا على تدمير أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية في الأيام الأولى من الصراع حد من قدرتها وفشلها في التقدم نحو كييف. وأضافت أن الاستخدام المتزايد للذخائر غير الموجهة أدى إلى تدمير البنية التحتية وخسائر في صفوف المدنيين في دونباس. وأضافت أن نشاط الطيران الروسي لا يزال كثيفاً فوق دونباس، إذ تنفذ طائراته غارات باستخدام ذخيرة موجهة وغير موجهة.
وفي آخر التطورات، أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بوقوع انفجار إثر إطلاق القوات الروسية صاروخ كروز على أوديسا. ونقلت الوكالة عن قيادة عمليات الجنوب لمنطقة أوديسا أن الانفجار وقع الساعة الخامسة والنصف صباحاً وأسفر عن إصابة شخصين. وقالت: “أُطلق صاروخ كروز على منطقة أوديسا في الصباح. الصاروخ من نوع كيه.إتش-59 وأطلق من طائرة استراتيجية”. وذكرت الوكالة أن الصاروخ أصاب منطقة زراعية وألحق أضراراً بعدد من المخازن”.
وكانت أوكرانيا أكدت أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في سيفيرودونتسك كبرى مدن دونباس حيث تركز موسكو هجومها على أمل السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
وبعد 100 يوم على اندلاع الحرب، أكدت روسيا من جهتها أنها حققت بعض أهداف العملية العسكرية الخاصة، التي أطلقتها من أجل “اجتثاث النازية” من أوكرانيا وحماية سكانها الناطقين بالروسية.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رد في تسجيل فيديو تم تصويره أمام مبنى الإدارة الرئاسية في كييف الجمعة بالتأكيد أن “النصر سيكون لنا”.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إن قتالا ضاريا كان يدور في وسط مدينة سيفيرودونتسك. وأوضحت أن “الروس يواصلون قصف البنية التحتية المدنية والجيش الأوكراني في مناطق سيفيرودونتسك وبوريفسكي وليسيتشانسك”.
لكن القوات الروسية ما زالت لم تسيطر بالكامل على هذه المدينة، بحسب كييف. وسيسمح الاستيلاء على هذه المدينة لهذه القوات بتأمين سيطرتها على حوض دونباس الغني بالمناجم ويحتله جزئيا الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014.
قصف مكثف
وأعلن حاكم منطقة لوغانسك أن الجنود الروس أجبروا على التراجع. وقال “لم يستولوا عليها بالكامل. كنا نشهد وضعا صعبا بعد استيلائهم على حوالي70% (من المدينة) وتم صدهم الآن بنسبة 20%” على الرغم من كثافة القصف.
وقال رئيس بلدية ماريوبول “خلال الأيام المئة الأولى من هذه الحرب حوّلت قوات الاحتلال ماريوبول إلى رماد”. وأضاف أن النتيجة هي “مقتل أكثر من 22 ألف مدني وتدمير 1300 مبنى وترحيل 47 ألف شخص إلى روسيا” أو إلى مناطق خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
وتقصف القوات الروسية بكثافة أيضا منطقة دونيتسك بما في ذلك سلوفيانسك التي تقع على بعد نحو 80 كيلومترا غرب سيفيرودونيتسك. وتقول كييف إن سكان المنطقة يعانون نقص الغاز والمياه والكهرباء.
وفي الجنوب، يشعر الأوكرانيون بالقلق من احتمال ضم المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية بينما تتحدث موسكو عن احتمال تنظيم استفتاءات في هذا الشأن اعتبارا من يوليو. لكن القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية أكدت أن الروس يواجهون مقاومة شديدة من السكان.