اتهمت الولايات المتحدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الغذاء سلاحا في الحرب الدائرة بين بلاده وأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الرئيس الروسي يستخدم الغذاء كسلاح، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يدرس خيارات بخصوص كيفية إخراج الحبوب من أوكرانيا.
من جهة أخرى، أكدت الولايات المتحدة لليتوانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في مواجهة التهديدات الروسية بعد فرض ليتوانيا قيودا على بعض البضائع التي تمر إلى منطقة كالينين غراد .
وكان رئيس مجلس الأمن الرو سي نيكولاي باتروشيف حذر ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من عواقب خطيرة، وبأن خطوات انتقامية ستتخذ في المستقبل القريب.
ليتوانيا تقيد مرور البضائع للجيب الروسي
وتخضع كاليننغراد للحصار فيما تتوعد روسيا بالانتقام، في تطور للحرب الروسية الأوكرانية يصفه مراقبون بالسوداوي، بعد تقييد ليتوانيا مرور البضائع من أهمها الفحم والمعادن إلى الجيب الروسي كاليينغراد بنسبة خمسين بالمئة.
ووصف الكرملين الخطوة بالاستفزازية لانتهاكها الالتزامات القانونية الدولية لليتوانيا، ولاسيما البيان المشترك لروسيا والاتحاد الأوروبي بشأن العبور بين كالينينغراد وبقية أراضي روسيا لعام 2002.
كاليننغراد الروسية كانت وجدت نفسها معزولة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، وأصبحت بين دولتي ليتوانيا وبولندا على بحر البلطيق، ومنذ 2012 زودتها موسكو بنظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400 بعيد المدى، كما أرسلت صواريخ إسكندر ذات الرؤوس الحربية النووية، ونقلت تقارير عن ورود احتمالية أن تقفل موسكو ممر سوالكي ويمثل الطريق الوحيد بين ليتوانيا وبولندا من جهة وبولندا وأوروبا الوسطى للوصول إلى دول البلطيق، ويصل ممر سوالكي بدوره بيلاروسيا حليفة روسيا بكاليننغراد، وهو ما يتوقع مراقبون أن تقوم موسكو بفتحه.
خطوة ليتوانيا حسب تقارير قد تغير مسار الحرب ليتجاوز الحدود الأوكرانية، خاصة مع ما يسمى بتصعيد بولندا التي عقدت مؤخرا اتفاقية مع الرئيس الأوكراني منحتها امتيازات وصفت بالكبيرة غرب أوكرانيا، المنطقة التي يقول مراقبون إنها لطالما كانت تقع في دائرة الأطماع القديمة لبولندا .
وبالعودة إلى المجريات الميدانية في أوكرانيا، واصل الجيش الروسي، الثلاثاء، ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وتحرير أراضي دونباس، في إطار عمليته العسكرية على الأراضي الأوكرانية، فيما تستمر كييف في تلقي الدعم المادي والعتاد العسكري من القوى الغربية.
وفي آخر التطورات الميدانية، قال الجيش الأوكراني إن قتالا عنيفا يدور حول منطقة باخموت في دونيتسك.
وبات الروس “يسيطرون بشكل كامل” على بلدة توشكيفكا الواقعة على خطّ الجبهة في دونباس بشرق أوكرانيا، على بُعد بضعة كيلومترات من سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك حيث تستعر المعارك، وفق ما أعلنت السلطات المحلية الأوكرانية، الثلاثاء.
وقال زعيم منطقة سيفيرودونيتسك رومان فلاسينكو “بحسب معلوماتنا، سيطر الروس بشكل كامل على توشكيفكا”، مشيرًا إلى أن “الضغط مستمر” على خطّ الجبهة حيث “معركة دونباس مستعرة”.
وفي وقت سابق، ألحق الجيش الروسي “دمارا كارثيا” بمدينة ليسيتشانسك، على ما ذكر حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي الثلاثاء. وتحدث غايداي على “تلغرام” عن “معارك (دائرة) في المنطقة الصناعية في سيفيرودونتسك ودمار كارثي في ليسيتشانسك”، مشيراً إلى أن “الساعات الأربع والعشرين الماضية كانت عصيبة” بالنسبة للقوات الأوكرانية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 15 مدفع “هاوتزر” أميركي الصنع في أوكرانيا، وقصف قاعدة جوية قرب أوديسا ردا على استهداف أوكرانيا منصة غاز في القرم.
وكان الجيش الروسي أعلن تغيير خواص أبراج البث التلفزيوني في منطقة خيرسون بأكملها، لتصبح قنوات التلفزة الروسية متاحة مجانًا في هذه المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي سيطرت عليها موسكو. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “خبراء وحدات بثّ القوات المسلحة الروسية غيّرت خواص آخر برج من بين سبعة أبراج في منطقة خيرسون، لتتمكن قنوات التلفزة الروسية من البثّ”، مشيرةً إلى أن نحو مليون من سكان المنطقة بات بإمكانهم الآن مشاهدة هذه القنوات بشكل مجاني.