يواصل الجيش الروسي، اليوم الأربعاء، ضرب المواقع والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتحرير أراضي دونباس في إطار عمليته العسكرية التي انطلقت في 24 من فبراير المنصرم، وسط دعم غربي مادي وعسكري لكييف في مواجهة الدب الروسي.
وفي آخر التطورات، اتهم رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني في روسيا قوات كييف بنشر أسلحتها قرب المصانع والمواقع الكيميائية في خاركوف وأوديسا ونيكولايف، بهدف إحداث الكوارث التي قد يعاني منها آلاف المدنيين في تلك المناطق.
وفيما تواصل القوات الروسية تقدمها في منطقة دونباس الأوكرانية، دُعي سكان سلوفيانسك هدف موسكو الحالي، إلى إخلاء المدينة التي تتعرض لقصف كثيف. وقال حاكم منطقة دونيتسك متوجها إلى سكان مدينة سلوفيانسك “نصحيتي الكبرى: ارحلوا!” مضيفا “لم يمر يوم منذ أسبوع من دون قصف”.
وذكر الحاكم الإقليمي أن القوات الروسية تخوض قتالا عنيفا وتزحف صوب منطقة دونيتسك بعد سيطرتها على آخر بلدتين في لوغانسك المجاورة. وقال إن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة خلال العملية الطويلة للسيطرة على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، لكنها توجه جهودها نحو التحرك جنوبا.
وكانت مدينة سلافيانسك الأوكرانية تعرضت لنيران كثيفة. إذ قالت الشرطة المحلية إن القوات الروسية استخدمت حوالي 30 قنبلة عنقودية محظورة. السلطات المحلية أشارت إلى أن شخصاً واحداً على الأقل قُتل، وأُصيب 7 آخرون بقصف روسي استهدف السوق المركزي في المدينة وأحياءً عدة، فيما لا يزال المسؤولون يحددون حجم الضرر. ويُنظر إلى سلوفيانسك على أنها الهدف التالي لروسيا بعد سقوط ليسيتشانسك.
يُذكر أن روسيا أعادت توجيه قواتها صوب دونباس، قلب أوكرانيا الصناعي المكون من منطقتي لوغانسك ودونيتسك.
وتسيطر القوات الموالية لروسيا على مساحات شاسعة من المنطقتين منذ توغلت موسكو لأول مرة في أوكرانيا عام 2014 واعترفت “بجمهوريتين شعبيتين” دولتين مستقلتين عشية بدء العملية العسكرية في فبراير.
وأعلنت موسكو يوم الأحد “تحرير” منطقة لوغانسك بأكملها.
ولا تزال أوكرانيا تسيطر على جزء كبير من دونيتسك وأي تقدم روسي سيتضمن الاستيلاء على ست مدن صناعية كبيرة، بدءا من باخموت وسلوفيانسك وكراماتورسك.
من جهته، صرح وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بأن روسيا أنشأت ممرين إنسانيين للسفن التجارية في البحر الأسود وبحر آزوف.
وتابع وزير الدفاع أنه “يتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات لضمان سلامة الملاحة في مياه البحرين الأسود وبحر آزوف، حيث تم القضاء تماما على خطر الألغام في مياه ميناء ماريوبول”.
وكانت الدول الغربية قد اتهمت روسيا مرارا بعرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية، وافتعال عجز في السوق العالمية، بينما تنفي موسكو من جانبها بدورها كل هذه الاتهامات، وتصر على عدم عرقلتها عملية تصدير القمح من أوكرانيا.
من جانبه صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن روسيا لا تمنع تصدير القمح من أوكرانيا، ويتعين على كييف نزع الألغام من موانئ البلاد، حتى تتمكن السفن من مغادرتها، كما أشار إلى إمكانية تصدير الحبوب بطرق ملاحية أخرى.