أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الأحد، أن العمليات في غزة ستستمر حتى استعادة الهدوء والاستقرار. وبالتزامن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، في بيان مشترك مع غانتس إن قتل منصور كان “جهداً عملياتياً واستخباراتياً”، واصفاً العملية بالإنجاز غير العادي. وأضاف لابيد في بيان نشره مكتبه أن الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب أهداف وإحباط عمليات لفرق إطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أن القوات “تعمل بدقة وبطريقة مسؤولة لتقليل الضرر على المدنيين”. كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على استمرار العملية “طالما دعت الضرورة”.
يأتي ذلك فيما أُطلقت صفارات الإنذار، صباح اليوم، في منطقة القدس للمرة الأولى منذ بدء التصعيد المسلح المستمر بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن صفارات الإنذار أطلقت “في محيط القدس”، فيما أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” باعتراض صاروخين في محيط القدس. ومن جهتها، أعلنت حركة الجهاد أنها أطلقت رشقات صاروخية نحو القدس.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ على القدس منذ بدء التصعيد المستمر مع إسرائيل في قطاع غزة، فيما أعلنت سرايا القدس استهداف تجمع لآليات عسكرية إسرائيلية في كيسوفيم بقذائف هاون.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن العديد من الصواريخ أطلقت من قطاع غزة صوب عسقلان، وإن منظومة القبة الحديدية اعترضتها. وذكرت الصحيفة أنه لم ترد على الفور تقارير عن إصابات في أحدث هجوم صاروخي يأتي من القطاع منذ بدء إسرائيل عملية عسكرية ضد أهداف فيه نهاية الأسبوع الماضي.
وقال موقع “واي نت” الإخباري الإسرائيلي إن 580 صاروخا أطلقت من قطاع غزة صوب إسرائيل منذ بدء العملية العسكرية ضد أهداف في القطاع. ونقل الموقع عن الجيش الإسرائيلي القول إن أكثر من 100 صاروخ منها سقطت وتحطمت داخل الأراضي الفلسطينية، بينما عبر نحو 480 إلى داخل إسرائيل. وأضاف أن منظومة القبة الحديدية اعترضت ما يقرب من 200 صاروخ بنسبة نجاح بلغت 96%.
هذا وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل فلسطينيَيْن اثنين وإصابة 8 جراء قصف جوي إسرائيلي على مخيم جباليا. كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل 21 فلسطينياً في الضفة.
تحييد القيادة العليا لـ”الجهاد”
وقبلها أفاد الجيش الإسرائيلي بتحييد القيادة العليا لحركة الجهاد في غزة، وذلك بعد أن أعلن الجيش قتل خالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية في حركة الجهاد داخل قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 31 بينهم 6 أطفال.
وأضاف المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في تغريدة على “تويتر”، أن منصور قتل في عملية نوعية ومشتركة لجيش الدفاع والشاباك في منطقة رفح. من جهتها، أكدت حركة الجهاد الفلسطينية مقتل منصور، أحد كبار قادة جناحها العسكري في غارة جوية إسرائيلية استهدفته مساء أمس بمدينة رفح.
كما كشفت وزارة الصحة في غزة أن الغارات التي تشنّها إسرائيل منذ الجمعة أسفرت عن 253 جريحا. وتعترض السلطات الإسرائيلية على هذه الحصيلة، مؤكدة من جانبها أن أطفالا فلسطينيين قُتلوا السبت بصاروخ أطلقته حركة الجهاد باتجاه إسرائيل وفشل في الوصول إلى هدفه.
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أوقف نحو 20 من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، خلال عمليات دهم في وقت مبكر من الصباح.
وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة عقدت جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية على جبهة غزة. وقالت إسرائيل إن الاجتماع بحث الإجراءات التي تُتخذ على ضوء الوضع في الجنوب والاستعدادات الأمنية لمواجهة أي اضطرابات داخل إسرائيل.
“الضربة القاتلة”
وكانت إسرائيل شنت يوم الجمعة غارات جوية طالت قطاع غزة، فقتلت 7 أشخاص بينهم الناشط تيسير الجعبري، وهو قيادي بارز في حركة الجهاد بغزة.
يُذكر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أعلن السبت، أن بلاده ستوجه ما وصفها بالضربة “القاتلة” لحركة الجهاد في قطاع غزة.
وخلال تفقده قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، قال كوخافي إن حركة الجهاد تتعرض لملاحقة “والآن تتعرض لهجوم”، في إشارة إلى العملية العسكرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي أمس، واستهلها بتصفية قيادي بارز في الحركة.
كما أضاف، بحسب ما ذكره المتحدث أفيخاي أدرعي على “تويتر”: “لدينا خطط من أنواع مختلفة. لن نسمح لأي تنظيم هنا أو في الشمال أو في الضفة الغربية بالمساس بسيادة دولة إسرائيل”.
وتابع “آن وقت الردود. ردنا هو رد واضح يتمثل أولا بمنع أي عملية تخريبية، وثانيا بتوجيه ضربة قاتلة لتنظيم الجهاد الإسلامي”.
عملية استباقية
وشنت إسرائيل ضربات جوية على غزة، السبت، ردت عليها حركة الجهاد بإطلاق وابل من الصواريخ.
وقالت تل أبيب إنها اضطُرت لإطلاق عملية “استباقية” ضد حركة الجهاد، مشددة على أن المجموعة كانت تخطط لهجوم وشيك بعد أيام من التوتر عند حدود غزة.