رغم دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد بعد جولة تصعيد بين الجانبين استمرت عدة أيام، هدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بأنه إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار، فسوف “تستأنف الحركة القتال مرة أخرى”، مشيرا إلى أن حركة حماس لم تتدخل عسكرياً، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن التقديرات بأن حماس غير معنية بحرب أو تصعيد كانت حاسمة.
وأوضح النخالة، في مؤتمر صحفي من العاصمة الإيرانية طهران، أن “الاحتلال هو من سعى بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ونحن مَن اشترط الإفراج عن بسام السعدي وخليل العواودة”، مردفا: “إذا لم يلتزم العدو بشروطنا فسنعدّ أنّ الاتفاق لاغ، وسنستأنف القتال مرة أخرى”.
وعرج النخالة في معرض حديثه إلى موقف حركة حماس، مؤكدا على “وحدة قوة المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني”، وقال: “إننا والإخوة في حماس في تحالف مستمر وأيضا مع كافة قوى المقاومة، العدو لن يستطيع أن يفرق بين قوى المقاومة الفلسطينية”.
وأضاف: “أطمئن كل الإخوة، رغم محاولة العدو التفرقة بين حماس والجهاد، ومحاولة وضع حماس في زاوية أنها عاقلة وحكيمة ولم تتدخل في المعركة، ومحاولة العدو أن يقول إذا تدخلت حماس نحن سنستهدفها، نعم هذا في وجه منه صحيح، صحيح بمعنى أن حماس لم تتدخل عسكريا في هذه المعركة”.
“الفصل بين حماس والجهاد”
وذهب متابعون إلى القول إن امتناع حركة حماس المسيطرة على غزة عن الانضمام حتى الآن إلى القتال الجاري بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، مشهد لافت يظهر حجم التباينات والخلافات بين الفصائل الفلسطينية.
وأبقت حماس صواريخها في المخابئ، ولم تطلق أياً منها باتجاه إسرائيل، على الرغم من إعلانها أن “المقاومة الفلسطينية موحدة في الرد على العدوان الإسرائيلي” بحسب الناطق باسمها عبد اللطيف القنوع.
وقالت مصادر إسرائيلية إن التقديرات بأن حماس غير معنية بحرب أو تصعيد كانت حاسمة.
وتباهى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار بما وصفه بالفصل بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي معتبرا أنها غاية استراتيجية تحققت، فيما شدد قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) قبل يومين على أنه يجب الحفاظ على هذا الفصل.
ويصنف الغرب حركتي حماس، التي خاضت خمسة صراعات مع إسرائيل منذ عام 2009، والجهاد الإسلامي بأنهما من المنظمات الإرهابية. وتحصل الحركتان على أموال وأسلحة من إيران حيث التقى، بحسب تقارير، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في يوم الضربات.
يذكر أن الساعات الأخيرة قبل الهدنة شهدت تصعيداً مع قصف إسرائيلي لموقعين في قطاع غزة، وإطلاق حركة الجهاد دفعات من الصواريخ باتجاه مطار تل أبيب ومطار بن غوريون ومستوطنات غلاف غزة ووسط إسرائيل.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي موافقتها على اتفاق هدنة مع إسرائيل، بعد ثلاثة أيام من جولة عنف دموية أسفرت عن مقتل 44 فلسطينيا.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، أن عدد قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف في قطاع غزة ارتفع إلى 44، بينهم 15 طفلا و4 نساء، وبلغ عدد المصابين 360.
وكانت إسرائيل قد بدأت عملية عسكرية ضد حركة الجهاد يوم الجمعة الماضي أدت لمقتل اثنين من قادة الحركة، والتي ردت بدورها بإطلاق وابل من الصواريخ على مدن إسرائيلية.