لا يزال التوتر سيد الموقف بين أثينا وأنقرة، وسط تبادل الاتهامات والانتقادات بين الطرفين.
وفي أحدث التصريحات اليونانية، اعتبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم الأحد أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير مقبولة، إلا أنه أكد في الوقت عينه أن بلاده ستحاول إبقاء قنوات الاتصال مع أنقرة مفتوحة.
وقال ميتسوتاكيس في مؤتمر صحفي بمدينة سالونيك في شمال اليونان “أعتبر التصريحات الأخيرة للرئيس التركي غير مقبولة” لكنه أضاف أنه مستعد رغم ذلك للقائه.
كما أضاف “لا أتصور وقوع صراع مسلح مع تركيا مع تفاقم الخلافات بيننا”.
تزعزع استقرار المنطقة
من جهته، أشار وزير الخارجية نيكوس ديندياس، إلى أن التصرفات التركية تزعزع استقرار المنطقة، مؤكدا أن بلاده ستستمر في الدفاع عن حقوقها ومصالحها وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).
كما أضاف في خطابه المسجل أمام الندوة الرابعة للقانون الدولي والسياسة الدولية للمجتمع اليوناني الأحد، أن انتهاك تركيا لقواعد القانون الدولي للبحار يشكل مصدرا للتوتر وزعزعة الاستقرار . وشدد على أن التلويح باستخدام القوة إذا مارست اليونان حقها في توسيع نطاق مياهها الإقليمية إلى 12 ميلا بحريا سلوك تركي “غير قانوني”.
تهديد بصراع مفتوح بأوروبا
جاء ذلك بعدما أفادت مصادر دبلوماسية، أن اليونان أرسلت الأسبوع الماضي، رسالة إلى حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة تشكو فيها ما وصفته بتصريحات “تحريضية”، أطلقها أردوغان، وتطلب منهما التنديد بسلوك أنقرة.
كما شددت الرسالة على أن الخطاب التركي يشوه الحقيقة، ولا أساس له من الصحة ومخالف للقانون الدولي. وأكدت أيضاً أن الموقف التركي عامل اضطراب لوحدة الأطلسي وتماسكه، ويضعف الجناح الجنوبي للحلف في وقت الأزمات.
نزاع طويل
وكانت أنقرة اشتكت في الأشهر الأخيرة مما وصفته “بأعمال استفزازية لليونان، تقوض جهود السلام”.
فيما هدد أردوغان على مدى الأسابيع الماضية، اليونان بعظائم الأمور، وتدفيعها ثمن “استفزاز” الطائرات التركية فوق بحر إيجيه والمتوسط. وقال في احد خطاباته “أيتها اليونان، ألق نظرة على التاريخ. إذا مضيتِ قدمًا، ستدفعين ثمنًا باهظًا”
يذكر أن الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي، تتنازعان منذ سنوات طويلة حول عدد من الملفات الإشكالية لاسيما الحدود البحرية والجوية ومسألة قبرص، وملف التنقيب واللاجئين وغيرها، ما دفع القوات التركية إلى تسيير دوريات جوية شبه يومية حول الجزر اليونانية غالباً بالقرب من الساحل التركي.
فيما ترفض أثينا تسيير تلك الدوريات، وتتهم أنقرة بالتحليق فوق جزر يونانية خالصة.