بعد ساعات قليلة من إعلان جبهة إبراهيم منير في لندن انسحاب الإخوان من أي صراع على السلطة في مصر، رفضت الجبهة الثالثة في الجماعة، وهي تيار التغيير، ذلك وأعلنت تبنيها التصعيد والانخراط في المعارضة ودعم الحركات الثورية وصولا للسلطة.
جبهة تيار التغيير
وفي مؤتمر عقدته الجبهة أول أمس السبت، في تركيا أعلنت أنها جهة منفصلة عن الجبهتين المتصارعتين على قيادة الجماعة وأطلقت على نفسها “تيار التغيير”، كما أكدت أنها ستستمر في ممارسة السياسة كطريق أساسي للوصول للسلطة وانتهاج كافة السبل لإشعال ما وصفته بـ”الشرارات الثورية وامتلاك أدوات ضغط حقيقية”، تجبر -على حد زعمهما – السلطة على التفاوض من أجل إنهاء ملف معتقلي الجماعة.
وأعلنت الجبهة أنها ستمارس العمل السياسي، متناولة كافة القضايا والحقوق ومن خلال التنسيق مع الأحزاب، مشيرة إلى أن ذلك سيمنح الجماعة مساحة أرحب للعمل السياسي بدلا من العمل الحزبي الضيق، وسيجعلها جماعة ضغط سياسي، داعمة للفصائل التي تتفق في توجهاتها مع توجهات الإخوان.
“إزاحة النظام والقفز على السلطة”
وأوضحت الجبهة أنها ستسمح لأعضاء الإخوان المسلمين والمتخصصين والعلماء من أبناء الجماعة بالانخراط في العمل السياسي من خلال الانتشار مع هذه الأحزاب والحركات المتوافقة مع الجماعة.
وأعلنت الجبهة بوضوح حسم موقفها من الصراع على السلطة، وقالت إن الثورة خيار استراتيجي لدى الإخوان – لما وصفته – بإزاحة النظام والقفز على السلطة.
وكشفت الجبهة عن بعض قادتها وهم الدكتور سيف عبد الفتاح مستشار الرئيس الأسبق محمد مرسي ومحمد منتصر المتحدث الإعلامي السابق للجماعة، وعدد من مؤسسي وقادة حركة حسم المسلحة وعناصر اللجان النوعية الموالية للقيادي الإخواني السابق محمد كمال المسؤول عن عمليات العنف المسلح، والذي تمت تصفيته في مواجهات مع قوات الأمن المصرية في أكتوبر من العام 2016.
انسحاب الجماعة
يُذكر أن جبهة إبراهيم منير كانت قد أعلنت قبل أيام انسحاب الجماعة من أي صراع على السلطة في مصر.
وكشفت جبهة منير أن لديها ثلاث أولويات سياسية في المرحلة القادمة تتمثل في إنهاء ملف المعتقلين، وتحقيق المصالحة، وبناء شراكة وطنية حسب زعمها.
وأكدت الجبهة أن الأولويات تتطلب تجاوز الصراع على السلطة في ظل بيئة سياسية يُخيم عليها الاستقطاب، وفي وسط مجتمع يواجه الانقسام، لأن ذلك سيُحوّل أي تنافس على السلطة إلى صراع واضطراب ليس في صالح الجماعة مشيرة إلى أن نهجها القادم سيتضمن خيارات ومسارات متنوعة، تبدأ من مخاطبة الرأي العام وتوعيته، وتوجيه النصح للحكومة أو معارضتها.
يشار إلى أن جماعة الإخوان كانت قد انقسمت لجبهتين الأولى بقيادة محمود حسين في اسطنبول والثانية بقيادة إبر اهيم منير في لندن، فيما أعلنت الجبهة الثالثة عن نفسها باسم تيار التغيير ووصفت نفسها بالفئة المحافظة على تعاليم حسن البنا وسيد قطب.