بعد تسلمه من الرئاسة اللبنانية، اليوم الخميس، رسالة بالموافقة على الاتفاق التاريخي الذي توسطت فيه الولايات المتحدة من أجل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان مع إسرائيل، اعتبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، أن هذا اليوم تاريخي.
وقال الضيف الأميركي الذي زار القصر الرئاسي في بعبدا، اليوم الخميس، ضمن مؤتمر صحافي مع كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بوصعب، “هذا اليوم تاريخي، وآمل أن يكون التوقيع على الاتفاق نقطة تحول للطرفين”.
كما شدد على أن “هذا الاتفاق سيوفر الاستقرار على جانبي الحدود، وسيشكل نقطة تحول في الاقتصاد اللبناني”. وأضاف أنه “سيسمح أيضا ببدء العمل في حقل قانا”، مؤكدا أن حق الشعب اللبناني مضمون، وفقا للبنود.
إنجاز تاريخي
بدوره، اعتبر بوصعب “أن توقيع الرسالة يمثل عهدا جديدا”، لافتاً إلى أنها ستسلم إلى المسؤولين الأميركيين عند نقطة حدودية في أقصى جنوب لبنان في الناقورة في وقت لاحق اليوم.
كما رأى أن توقيع الاتفاق مع إسرائيل يمثل “إنجازا تاريخيا”.
لابيد “اعترفتم بنا”
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، فوصف الاتفاق، في مستهل اجتماع مجلس الوزراء من أجل التصديق على الاتفاقية، بالإنجاز الدبلوماسي والاقتصادي.
كذلك اعتبر في أول تعليق رسمي بهذا الشأن، أن لبنان “بتوقيعه هذا الاتفاق خطياً أمام دول العالم أجمع اعترف بدولة إسرائيل”، وفق زعمه.
لم يكن سهلاً
يشار إلى أن التوصل إلى هذا التوافق اليوم لم يكن بالأمر السهل، إذ إن المفاوضات التي بدأت عام 2020 تعثرت مرات عدة، قبل أن تتسارع منذ بداية يونيو إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش، الذي كان لبنان يعتبر أنه يقع في منطقة متنازع عليها.
لكن بموجب الاتفاق الجديد، أصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما ضمن حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين، للبنان.
وستشكل الرقعة رقم 9 حيث يقع حقل قانا منطقة رئيسية للتنقيب من قبل شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية، اللتين حصلتا على عقود للتنقيب عن النفط والغاز.
وكانت شركة إنرجيان أعلنت، أمس الأربعاء، بدء إنتاج الغاز من كاريش، معربة عن أملها بأن تتمكن في المدى القريب من إنتاج 6,5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، على أن ترتفع الكمية لاحقاً إلى ثمانية مليارات متر مكعب في السنة.
أما السلطات اللبنانية فأعلنت أنه تم الاتفاق مع شركة توتال الفرنسية على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي.
ورغم الاتفاق، يرى العديد من الخبراء أن لبنان لا يزال بعيداً عن استخراج موارد النفط والغاز، وقد يحتاج من خمس إلى ست سنوات.
فيما تعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ ثلاث سنوات، وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، لاسيما أن أكثر من 80% من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، في حين خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% أمام الدولار.