أكد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أن واشنطن “لن تضيع الوقت” في محاولة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، مضيفًا أنه سيتم تطبيق “مزيد من العقوبات” على النظام الإيراني؛ وأن الولايات المتحدة ستتخذ المزيد من الخطوات في المحافل الدولية.
وفي مقابلة مع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والتي نُشرت أمس الإثنين 31 أكتوبر، قال مالي إن إدارة جو بايدن تتابع حاليًا قمع المتظاهرين في إيران، ودعم نظام طهران للحرب الروسية في أوكرانيا، ومواقف إيران بشأن برنامجها النووي، ولن تهدر الإدارة وقتها لإحياء الاتفاق النووي.
تأتي هذه التصريحات في وقت ظلت فيه مفاوضات إيران النووية مع القوى العالمية معلقة بعد رد إيران الثاني على النص الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، لكن أيا من الأطراف لم يعلن رسميا بعد انتهاء هذه المفاوضات.
كما أكد هذا المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أنه منذ أن رفض المسؤولون في إيران اقتراح الاتحاد الأوروبي بالاتفاق ورفعوا المزيد من المطالب، لم يكن هناك أي تطور في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.
وقال مالي إن إدارة بايدن تركز الآن على قضيتين هما احتجاجات إيران والأدلة المتزايدة على دعم طهران لموسكو في حرب أوكرانيا، والمفاوضات النووية “ليست محور تركيزنا حاليا”.
وأضاف موقع “أكسيوس”، بنقل تصریحات مالي، أن مسؤولًا كبيرًا في إدارة بايدن أخبر الموقع مؤخرًا أن موقف البيت الأبيض بشأن المحادثات النووية أكثر صرامة.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه حتى إذا عادت إيران إلى طاولة المفاوضات اليوم وقالت إنها تريد اتفاقًا نوويًا، فمن غير المرجح أن تمضي الولايات المتحدة إلى الأمام.
وأضاف أن “الإدارة الأميركية تتعامل حاليًا مع الموقف وكأنه لا يوجد اتفاق نووي وتتخذ خطوات لضمان أن يكون للولايات المتحدة خيار عسكري جاهز”.
لكن روبرت مالي قال إن إدارة بايدن لم تتخل عن الدبلوماسية لحل القضية النووية الإيرانية، لكن الرئيس الأميركي مستعد لاستخدام الخيار العسكري كملاذ أخير لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
كما أكد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران بشأن سياسة واشنطن تجاه طهران أن هذه السياسة تقوم على “التزام عالمي” بحقوق الإنسان.
وبخصوص انتقاد تغريدة له مؤخرا حول الاحتجاجات الإيرانية، قال: “تغريدتي كانت خطأ وأنا اعترفت بذلك … وقد فُهمت على أنها تتجاهل مطالب المحتجين الإيرانيين”.
وقال مالي: “ما نراه اليوم في إيران هو حركة شعبية ملهمة للغاية من حيث الشجاعة والتصميم والصمود، ومن ناحية أخرى، نرى العنف والوحشية المقرفة للنظام الذي يطارد الناس في الشوارع خاصة النساء والفتيات اللواتي هن في طليعة هذه الحركة.
وكان المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران قد قال في وقت سابق خلال مقابلة مع “إيران إنترناشيونال” حول تغريدة له بخصوص مطالب المحتجين الإيرانيين: “من المهم الاعتراف الأخطاء. لم أستخدم الكلمات الصحيحة في هذه التغريدة”.
وكتب تغريدة الأسبوع الماضي، في إشارة إلى مظاهرات الإيرانيين يوم السبت في برلين والمدن الأميركية وعدة مدن أخرى في العالم: “المتظاهرون يظهرون دعمهم للشعب الإيراني، الشعب الذي يطالب من خلال التظاهرات السلمية الحكومة باحترام كرامته واحترام حقوق البشر”.
بعد تغريدة مالي، انطلقت موجة انتقادات ضده، وطالبت الناشطة الإيرانية، مسيح علي نجاد، عبر إطلاق حملة على الإنترنت، بإقالة المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي، لتقديمه “صورة كاذبة للاحتجاجات في إيران، وإصراره على التفاوض مع النظام الإيراني”.